غيرت الثورة التونسية والمصرية والليبية دليل السياحة العربي
منذ اسابيع قليلة، اتصل بي صحفي من المجلة الاقتصادية السويسرية (دينو) قائلا" بأنه يعد تحقيقا عن الاساليب التي يجب ان يتبعها رجل الاعمال السويسري، مع مختلف الثقافات في العالم، بما في ذلك العالم العربي.
واسألته كانت، هل على رجل الاعمال ان يأتي بهدية، عندما يزور رجل اعمال عربي؟
أو هل من المفضل ان يصطحب زوجته واولاده؟
أو هل عليه ان يتناول الطعام بالطريقة التي يقترحها المستضيف؟
أو اذا كان من المستحب الدخول في صلب الحديث مباشرة؟ ام التحدث عن الموضوع في نهاية السهرة، وكأن الموضوع طرأ في باله فجأة؟
ومثل سويسرا هناك فرنسا وايطاليا والمانيا، كل منهم لديه دليله السياحي او الاقتصادي.
لم تكن هناك حاجة لكل هذه التحقيقات او الدراسات، لان رجل الاعمال العربي غير موجود، وتبين ذلك من الفضائح التي تركها ورائهم الحكام المخلوعين.
اذ يكفي لرجل الاعمال الغربي ان يقتطع من الارباح، ويضعها في جيب كل من لتوقيعه وزنا لتسيير الامور.
فعائلة مبارك وحفنة من رجال الاعمال الذين احتلوا مناصبا في الحكومة، لا لسبب غير الربح الخاص والمباشر، وجميعكم سمع عن عشرات المليارات البلاتينية المودعة في اتحاد البنوك السويسرية، باسم مبارك.
وعائلة القذافي تسيطر على جميع مصادر النفط والغاز وحتى الكرة.
وعائلة بن علي، رأينا جميعا صناديق الاموال التي سهى عن أخذها من مخابئها، والله اعلم ما هو حجم الاموال التي وزعها على البنوك الخاصة في العالم.
لكن الآن تغيرت الخارطة، وعلى رجل الاعمال الغربي، ان يجد لغة جديدة واساليب شفافة، ودليل جديد لكي يتعاملوا مع الثوار الجدد.
ودليل السياحة القديم لم يعد كافيا، اذ تغيرت المعالم، في ثلاث دول، وعلى الطريق، الحبل جرار.
واقول الحبل جرار، لأن السرعة التي سقط فيها رؤساء الحكم المستبد، اعطت اشارة اطمئنان للشعب المستَبَدْ به، بانه لم يعد هناك أي داع للخوف، من النزول الى الشارع والصراخ بحكامهم بالرحيل الفوري.
لقد فكرت بالامس، بامر الصمت الغربي، ازاء المجازر التي ارتكبها معمر واسلام ضد الشعب، حكومات وشعوب، وتسائلت ... كيف سيصوتون غدا الجمعة في مفوضية حقوق الانسان؟
ولماذا لم يعالج الامر في مجلس الامن؟ وتم تحويله الى مفوضية حقوق الانسان التي لا حول ولا قوة لها؟
انهم على علم تام، بان مجلس حقوق الانسان يفتقد للآليات تطبيق العقوبات، ما سيصدر عن هذه الجلسة الخاصة، هو قرار ادانة لا غير.
لكن هذا الاحتفال سيعطيهم الوقت الكافي، للتأكد من ان هناك شخصيات جديدة في ليبيا ستبرز، من اجل السير في البلاد قدما نحو التحرير، وبأن المجتمع الدولي سيتخذ موقفا موحدا باطاحة الدليل السياحي التقليدي للاستعمار المصدوم بانهيار وكشف خططه.
أي ان موقف الغرب ليس واضحا بعد، وما زالو على امل بان تعود المياه الى مجاريها لاعمالهم، وما زالوا على قناعة بان هذا ممكن، ممكن من خلال الصمت على مذبحة سريعة وحاسمة، بحيث ترجح كفة ميزان العهد القديم الموالي لهم.
وستنهال الإدانات بقوة ضد القذافي، هذه الاتهامات والإدانات – هي امر عادي بين الشركاء والشركات.
لذا، على الشعب الليبي ان يعي، بان هذه الثورة هي الفرصة الوحيدة، نحو الحرية، ليس فقط من القذافي، وانما من الدليل السياحي الذي ابدا لم ترد به اشارة على وجودهم.