Sunday, March 6, 2011

بطل ثورة حنين : زكريا محمد


ربما تكون الأجيال الشابة في الجزيرة العربية قد حصلت على البطل الذي ترتجيه.
هذا البطل ليس خفيا من طراز وائل غنيم المدون المصري الذي لم يكن أحد يعرف شكله ولا اسمه، وكان مجرد صفحة تدعى (كلنا خالد سعيد). لا هذا بطل مكشوف لمن يريد أن يرى. فهو يبث أشرطته على الإنترنت باسمه معلنا بكل وضع أنه يريد أن يطيح بالملك والملكية. لكن أحدا لم يكن يهتم جديا به وأشرطته، حتى جاء أربعاء الرابع من حزيران.

في الرابع من آذار، وبعد انتهاء صلاة الظهر، وقف محمد الودعاني خارج مسجد الرجحاني بمدينة الرياض، أي في عقر دار الملك، ورفع يافطة كتب عليها (شباب 4 مارس)، وهتف ضد النظام.
دهش الناس، وذهلوا. أبعده بعضهم، لكنه عاد ورفع يافطته. قال له بعض الناس: اهرب، اهرب. لكنه لم يهرب. لقد أتى إلى هنا لكي لا يهرب.
ثم اقتاده الأمن السعودي، لكنه ظل عنيدا ولم يرجف.

والآن، اشتعل الفيسبوك كله باسم محمد الودعاني بكوفيته الحمراء.
صارت له صفحة اسمها (كلنا محمد الودعاني).
صار رمزا لشباب الجزيرة العربية.
رمزا لتوثب أرواحهم، رمزا للعهد الجديد التي يتولد أمام أعيننا.

شباب الفيسبوك نصبوا محمد الودعاني الآن (بطل ثورة حنين). ذلك أنه أطلق على يوم الغضب الذي تمت الدعوة إليه في الحادي عشر من شهر آذار الحالي اسم (ثورة حنين) تيمنا بواحدة من المعارك الحاسة التي خاضها الرسول، وصمد فيها مع قلة من أصحابه بعد أن اندحر الكثير من المسلمين أمام الحلف الذي قادته ثقيف الطائف. جاء في القرآن: (ويوم حنين إذ أعجبتكم كثرتكم فلم تغن عنكم شيئا وضاقت عليكم الأرض بما رحبت ثم وليتم مدبرين). ولم يكن خطأ تسمية هذا الشاب باسم (بطل ثورة حنين). فقد كانت وقفته أمام المسجد تجسيدا لوقفة القلة التي تصمد في وجه القوة العاتية. القلة التي حين يراها الناس صامدة غير مرتجفة فسرعان ما يتماسكون حولها ويلتفون.

والشباب يلتف الآن حول محمد الودعاني قائلين: كلنا محمد الودعاني.
إذا كان ليوم الحادي عشر من آذار أن يحصل، وأن يكون يوما سيذكره التاريخ، فلا شك أن فضلا هائلا في ذلك سيكون لمحمد الودعاني. لقد مهد لهذا اليوم، ليوم ثورة حنين حنين، على أبدع ما يكون.
محمد الودعاني ليس وائل غنيم.
محمد الودعاني ليس محمد البوعزيزي التونسي.
محمد الودعاني طراز آخر من البطولة.

الكل الآن يعود لما بثه الودعاني من أشرطة على الإنترنت.
وقد عدت أنا مثل الكل فسمعته يقول:

(الطريقة المثلى لإنهاء المشكلة تكمن في إسقام الملكية من رأسها حيث ينبع الفساد..)
في سبيل رفع الظلم عن أهلنا في بلاد الحرمين ندعو للمجاهرة بالرغبة في إسقاط الملكية)
(من استرعى الذئب فقط ظلم..)
(الطريق المثل لفرض التغيير: - التوجه للجماهير والعمل على استقطاب اكبر عدد من الناس للقيام بأعمال ميدانية مسالمة تسهم في فرض التغيير. – اعتماد شعار موحد وهو "إسقاط الملكية بكامل أركانها ورموزها. – عدم التعويل على الملك أو المتنفذين في أي تحرك شكلي للإصلاح..)


لقد عثر شباب جزيرة العرب على بطل. بطل يفعل ما يدعو إليه. وجه صريح مكشوف بكوفية حمراء.

لكن أقول لكم أن لدى أجهزة المن السعودية خمسة أو ستة أيام لتحطيم الأسطورة التي تتشكل. في هذه الأيام سيفعلون ما بوسعهم لكسر إرادة الودعاني وروحه من أجل أن يرغموه على أن يخرج للناس كسيرا مذلولا كي يعتذر للملك ونظامه والملك. أي كي يحولوه من بطل ورمز إلى خرقة. وسيستخدمون كل أنواع التعذيب من اجل أن يحصل ذلك.
نأمل أن لا يحصل ذلك.
لكن الأمل لا يكفي. لذا فلنرفع صوتنا من أجل الإفراج عن محمد الودعاني فورا.
لنرفع صوتنا كي لا يتم كسر روح محمد الودعاني التي هي روح الجزيرة العربية في المتجددة. روح القلة التي لا تنكسر إلى أن تلتف الكثرة حولها.

الحرية لمحمد الودعاني.
الحرية لشعب محمد الودعاني.
ولن تذل روح الجزيرة العربية.