Sunday, March 20, 2011

اخواني ..اخواتي....نداء عاجل من اخوكم رامي

أهلي واخواني الاعزاء سكان مخيمات لبنان:
بادرت مجموعة من الشباب الفلسطيني الى اطلاق دعوة قبل اسابيع على فيس بوك لتنظيم مسيرات عودة، سلمية و شعبية، من مخيمات الشتات باتجاه حدود فلسطين يوم 15 أيار، في ذكرى النكبة. شخصيا، لا اعرف من هم هؤلاء الشباب و لا مدى مصداقيتهم و جديتهم، لكن جذبتني المبادرة. بعد بحث معين، تأكدت ان مجموعة منهم تواصلت فعلا مع الدكتور سلمان ابو ستة الذي رحب بالفكرة و زودهم بإرشادات سياسية و جغرافية و ادارية، دون ان يضع اسمه على المبادرة لأنه لا يعرف جميع المبادرين و كيف سيتصرفون. الدكتور ابو ستة هو رئيس مؤتمر حق العودة، مناضل معروف و له انجازات ضخمة في هذا الصدد، مثل اصدار "اطلس فلسطين" .
الآن، دعونا نتصور اننا نريد ان ننفذ الفكرة في لبنان حصرا، بصرف النظر عما سيحدث في باقي اقطار الطوق، و من هم هؤلاء "المجهولون" الذين اطلقوها. هل الفكرة مفيدة؟ واقعية و ممكنة؟ اظن انها ممكنة و مفيدة جدا لشعبنا في لبنان على وجه الخصوص. و هذه هي الاسباب من وجهة نظري:
1- تؤكد مسيرة العودة ان شعبنا يناضل من اجل عودته الى ارضه قبل نضاله من اجل حقوقه المدنية. هذا يضعنا في موقع أخلاقي و سياسي متفوق حين نناقش المنطق العنصري و الطائفي في البلد.

2- بحال قرر الجيش او السلطة منع وصول المسيرة الى حدود فلسطين، نعود بشكل سلمي تحت تغطية اعلامية، نحرص ان تكون مكثفة، و هذا يعزز بجميع الاحوال منطقنا و موقفنا.

3- ساهمت الثورة المصرية في حل الكثير من الازمات الاجتماعية و علاج حالة الافلاس الاخلاقي التي كان يعاني منها المجتمع المصري. النضال من اجل قضية وطنية كبيرة لنا، سيساعد حتما على تخفيف التوتر الاجتماعي داخل المخيمات. انه يعيد الوعي بأننا لاجئون و أن بوصلة الشهامة و الكرامة هي ارض فلسطين.

4- الازمات المعيشية و معظم ازماتنا الشخصية هي عارض من عوارض مرض اللجوء، و عليه يجب ان تكون اولوية اي نضال فلسطيني في لبنان هو حق العودة، وقبل النضال من اجل حقوقنا الانسانية و المدنية المعيشية. هكذا نعيد للنضال نبله و مجده!

5- في عصر الثورات العربية، من غير المنطقي ان نغيب عن المشهد و نحن اول من صنع الثورات! الزخم العربي هائل و هو يتضامن معنا، مما سيضاعف من قوتنا حتى لو كنا بضع مئات!

ادعوكم يا اخواني الى تبني مبادرة مسيرة العودة. من سينفذها؟ من سيأتي بالتصاريح اللازمة؟ و الباصات؟ من يمول؟.. الجواب: نحن! علينا ان لا ننتظر احدا. صدقوني لا طاقة بمستوى طاقتنا – نحن من عانينا و نعاني. سأرسل لكم عما قريب مبادرة نعمل على اطلاقها وسط جاليات اميركا الشمالية و اوروبا لاسناد المسيرات، لكن انتم الاساس. انتم قيادة الميدان.

الاقتراح العملي لنا جميعا هو أن:

1- ننظم انفسنا على اساس ان نطلق الباصات تحت يافطة اسم البلد الاصلي في فلسطين، او العائلة او الجمعية الاهلية.. مثلا، باص الصفصاف، او باص عائلة (..)، او باص نادي "" الرياضي..يشارك فيها الشباب و النساء و الشيوخ و الاطفال..كي نقضي يوما كاملا قرب فلسطين.

2- لا يكون هدفنا الصدام او التنافس مع الفصائل التي من المرجح ان تلعب دورا هاما في المسيرات، بل على العكس. نحن يهمنا ان نشجع الشخصيات الوطنية فيها التي تربطنا فيها صلات ثقة كي يتحركوا! نحن نعمل بشكل مواز لأن دورنا هو تشجيع المشاركة الشعبية للعائلات التي لا تريد الانضمام تحت العلم الحزبي او الفصائلي. هذا يمنح قوة للمسيرات و يحفظ سلميتها، و الاهم انه سيبرز طاقة الشباب المستقل تمهيدا لتغيير طال انتظاره فلسطينيا.

3- سنطلق مبادرة وسط جاليات الشتات للمساعدة في تمويل باصات العائلات و الهيئات الاهلية المستقلة. لكن نحتاج الآن الى تنظيم صفوفنا على الارض في مخيمات لبنان. نحتاج الى لجنة تنسيق على مستوى لبنان تتولى: الاتصال فورا بالعائلات والجمعيات الاهلية، خاصة العاملة في مجال حق العودة، للتعاون و الاعداد - الاتصال بالاعلام – الاعداد اللوجستي (حجز الباصات ، اعداد الخرائط و الارشادات، اليافطات، ..) – ادارة الحسابات المالية.
اخواني:

ان كنتم جاهزين للمشاركة في هذا المبادرة، او تعرفون من قد يرغب بذلك من غير المحزبين، و اصحاب الكفاءة و النزاهة، اتمنى ان ترسلوا لي بأقرب وقت ( قبل يوم الجمعة، 25 آذار) الاسماء و وسائل الاتصال ( الهاتف، البريد الالكتروني..) كي اعد قائمة و اوزعها عليكم جميعا ونتعارف و نشبك الجهود و نبدأ العمل على وجه السرعة. تعاوننا المشترك سيكون من انجازات المسيرة الهامة.
آن الاوان، يا اخواني، لنعبر عن انفسنا. كفانا خوفا و قهرا. كل ما نريده هو التعبير عن طموحاتنا و حقوقنا بشكل منظم، سلمي وحضاري.

لا شيء مكفول في النضال، يا اخواني، سوى اننا سنشعر بكرامة اكبر، و معنى ابهى للحياة...