أعرب الرائد عبد المنعم الهوني، العضو السابق في مجلس قيادة الثورة الليبي، عن اعتقاده بأن سقوط نظام العقيد معمر القذافي بات مسألة ايام، لكنه توقع ان يكون الأمر مكلفاً، «لأن هذا الرجل يمكن أن يُقْدِم على كل شيء وأي شيء»، داعياً الى محاكمته «إذا خرج حيّاً من المعركة التي يخوضها ضد إرادة شعبه». وكان الهوني يتحدث الى «الحياة» بعد أيام من استقالته من منصب مندوب ليبيا لدى جامعة الدول العربية وانضمامه الى حركة الاحتجاجات التي تشهدها بلاده.
وفي استعراض لبعض المحطات الساخنة في عهد القذافي، أكد الهوني الذي كان الى جانب القذافي في تنفيذ عملية الاستيلاء على السلطة في 1969،ان الإمام موسى الصدر، رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الاعلى في لبنان، قُتل خلال زيارته الشهيرة لليبيا في آب (اغسطس) 1978 ودُفن في منطقة سبها في جنوب البلاد.
وكشف أن عديله المقدم الطيار نجم الدين اليازجي، الذي كان يتولى قيادة الطائرة الخاصة للقذافي، كُلِّفَ نقل جثة الإمام الصدر الى منطقة سبها، وقُتِلَ بدوره بعد فترة قصيرة من تنفيذ المهمة للمحافظة على سرية الجريمة. وقال ان اسرة اليازجي كانت على علم بالمهمة التي أُوكلت اليه.
وحول ردود الأفعال العربية والدولية على خطاب معمر القذافي يوم أمس الثلاثاء، قال صحيفة الشرق الأوسط ، أنه في خطوة غير مسبوقة، قررت جامعة الدول العربية وقف مشاركة وفود ليبيا، وذلك خلال الاجتماع الطارئ الذي عقدته أمس في القاهرة، لبحث الأوضاع المتدهورة في ليبيا.
و أعربت معظم الدول العربية عن رفضها أعمال العنف التي يستخدمها النظام الليبي ضد المتظاهرين المدنيين الداعين إلى إسقاط العقيد معمر القذافي الذي يحكم البلاد منذ عام 1969 بعد نجاحه في الانقلاب العسكري ضد الملك إدريس السنوسي.
وقال الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عبد الرحمن العطية، أمس: إن الشعب الليبي «يتعرض لإبادة حقيقية» من قبل النظام، داعيا إلى «وقفة» عربية وإسلامية وعالمية عاجلة لنصرة هذا الشعب.
وعبَّر المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الأردنية محمد الكايد عن رفض الأردن استهداف المدنيين في ليبيا واستخدام الطائرات الحربية والمدفعية الثقيلة ضدهم حسبما تتناقل وسائل الإعلام، مؤكدا أن إراقة دماء أبناء الشعب الليبي الشقيق يجب أن تتوقف فورا. وأضاف المتحدث في بيان صحافي أمس أن هذه الأعمال والوسائل والأساليب في التعامل مع المدنيين تشكل خروقا جسيمة لمنظومة القانون الإنساني الدولي مثلما تشكل انتهاكات بالغة لحقوق الإنسان وحرياته الأساسية.
وأدانت أحزاب المعارضة الأردنية ما وصفته بالمجازر «البشعة» التي ينفذها النظام الليبي بحق الشعب الذي انتفض ضد الديكتاتورية والقمع والاستبداد. وقالت المعارضة في بيان لها إن رد النظام الليبي على مطالب شعبه المشروعة بالحريات والعدالة غير مسبوق؛ حيث استخدم كل أدوات البطش والقتل والإرهاب والتدمير. ووجهت نداء إلى كل عربي ومسلم ولكل إنسان من أجل إنقاذ الشعب الليبي ودعم مطالبه بتغيير النظام.
وفي أول رد فعل شعبي أردني تظاهر نحو 150 شخصا أمام السفارة الليبية في عمان احتجاجا، وللتعبير عن تضامنهم مع الشعب الليبي. ورفع المتظاهرون لافتات كتب عليها: «أوقفوا قتل أحرار ليبيا» و«تحية للشعب الليبي البطل»، كما رفعوا صورة كبيرة للزعيم التاريخي شيخ المجاهدين الشهيد عمر المختار مكتوبا عليها «سوف تأتي أجيال من بعدي تقتلكم.. أما أنا فحياتي سوف تكون أطول من حياة شانقي».
وأدانت الأمانة العامة لمؤتمر الأحزاب العربية، التي تتخذ من عمان مقرا لها وتضم في عضويتها نحو مائة حزب عربي، استخدام النظام الليبي السلاح ضد الانتفاضة الليبية، كما أدانت تهديدات سيف الإسلام القذافي لشعبه، وإقحامه المواطنين العرب المقيمين في ليبيا، وحملت النظام مسؤولية المساس بهم. وأعربت الأمانة عن تأييدها لمطالب الشعب الليبي الساعي إلى تغيير النظام، وحيت العاملين في المؤسسات العسكرية والأمنية والدبلوماسية الذين رفضوا المشاركة في قمع مواطنيهم وانضموا إلى مطالبهم. .
والتزم المغرب بالصمت ولم يصدر عنه أي رد فعل رسمي بخصوص الاحتجاجات والأحداث الدامية في ليبيا، لكن وزارة الخارجية المغربية أعلنت عن تشكيل خلية أزمة لمتابعة أوضاع الجالية المغربية بليبيا. لكن حزب التقدم والاشتراكية، المشارك في الحكومة، دعا إلى «الوقف الفوري لممارسات القمع والقتل والتنكيل، التي ذهب ضحيتها أعداد كبيرة من أفراد الشعب، والكف عن استخدام السلاح لإسكات صوت الجماهير».
ولم يصدر عن سورية أي رد فعلي رسمي، لكن الحكومة سمحت لنحو 150 شخصا بالاعتصام أمام مقر السفارة الليبية في دمشق. ودعا المعتصمون إلى تنحي الرئيس الليبي معمر القذافي و«وقف حمام الدماء».
وطالبت تونس ليبيا بـ«الكف فورا عن استعمال القوة ضد المدنيين الأبرياء». وقالت إنها «تتابع بانشغال عميق وقلق كبير تدهور الأوضاع في ليبيا الشقيقة وارتفاع أعداد الضحايا جرَّاء الاستعمال المفرط للقوة ضد المواطنين العزل في عدة مناطق من البلاد». ولم يصدر موقف رسمي مباشر عن الحكومة الجزائرية، لكن جان بيار رافاران، رئيس وزراء فرنسا الأسبق ومبعوث الرئيس نيكولا ساركوزي إلى الجزائر لتذليل الصعاب التي تعوق تطبيع العلاقات الجزائرية - الفرنسية، أشار إلى أن الرئيس عبد العزيز بوتفليقة «أبلغني تحفظه الشديد على الطريقة التي تعامل بها القذافي مع الاحتجاجات الشعبية في المدن الليبية». ونقل عنه قوله إن الجزائر «تدين العنف الذي يجري بليبيا».
ودعا مثقفون عرب وأجانب المنظمات الدولية إلى «وقف المجزرة بحق المدنيين العزل، الدائرة منذ أيام في المدن الليبية»، ووقَّع أكثر من 100 مثقف عربي بينهم مصريون وسوريون وعراقيون ومغاربة وغيرهم بيانا أدانوا فيه «الإبادة الجماعية» للشعب الليبي، داعين المجتمع الدولي إلى التدخل «لوقف المذبحة».
هذا و أدان مجلس الامن الدولي استخدام العنف في ليبيا ودعا السلطات الليبية الى "الوقف الفوري" لاعمال العنف ضد المتظاهرين ومحاسبة المسؤولين عن الهجمات التي تستهدف المحتجين.
ونقلت هيئة الإذاعة البريطانية " بي بي سي" عن بيان المجلس الذي صدر بالاجماع ان المجلس يعبر عن قلقه العميق ازاء تطورات الاوضاع في ليبيا في ختام مناقشات اجتماع طارئ لبحث تطورات الاوضاع في ليبيا.
وأعربت الولايات المتحدة وعدد من الدول الأوروبية عن قلقها العميق إزاء ما يحدث في ليبيا، لا سيما الاستخدام المفرط للعنف ضد المحتجين العزل، وخرجت فرنسا عن القاعدة لتهدد، على لسان وزير الشؤون الأوروبية، المسؤولين الليبيين عن «المجازر»، بأن هذه الأعمال «لا يمكن أن تفلت من العقاب». ووصفت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل خطاب الزعيم الليبي معمر القذافي أمس بأنه «مخيف للغاية»، وقالت إنه أعلن الحرب على شعبه.
وأعرب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون عن «سخطه» من المعلومات التي تحدثت عن استخدام النظام الليبي للطائرات الحربية وطائرات الهليكوبتر في إطلاق النار على المتظاهرين. وطالب الأمين العام الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي في اتصال هاتفي بوقف فوري لأعمال العنف.
واعتبر الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي استخدام الوسائل الحربية لقمع المطالبين بالتغيير «أمرا غير مقبول»، مضيفا أن الليبيين «لا يمارسون سوى حقهم الجوهري في التظاهر وحرية التعبير». وجدد الرئيس الفرنسي الدعوة إلى «الوقف الفوري» لأعمال العنف. ودعا إلى «حل سياسي يلبي توق الشعب الليبي إلى الحرية والديمقراطية» دون الإشارة بالاسم إلى القذافي ولا إلى من هو مقصود حقيقة بهذه الدعوة. ووصف وزير الشؤون الأوروبية في الحكومة الفرنسية لوران فوكييز تعاطي ليبيا مع المحتجين بأنه
وفي لندن، قال وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ إن هناك ما يشير إلى أن هياكل الدولة تتداعى في ليبيا. وأضاف في حديث للصحافيين أن هناك «مؤشرات كثيرة على أن هياكل الدولة تنهار بأكثر من صورة في ليبيا». وتابع: «استقالة هذا العدد الكبير من السفراء والدبلوماسيين، والأنباء بأن الوزراء غيروا ولاءهم داخل ليبيا، تظهر أن النظام في حالة أزمة شديدة». وأدانت اليونان، على لسان وزير خارجيتها ديمتريس دروتساس، العنف في ليبيا.
وفي بروكسل، شدد الاتحاد الأوروبي، أمس، على ضرورة أن يوقف الجيش الليبي إطلاق النار على مواطنيه في حملة صارمة «وحشية» و«غير متكافئة». وقالت مايا كوسييانسيتش، المتحدثة باسم مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد كاثرين آشتون: «ندين الاستخدام الوحشي وغير المتكافئ لاستخدام القوة ضد المتظاهرين، وندعو الجيش الليبي إلى الإحجام عن استخدام العنف ضد مواطنيه».
وأعربت الصين عن قلقها إزاء الموقف السياسي المضطرب في ليبيا، وتعهدت بحماية مواطنيها ومصالحها التجارية هناك.
من جانبه، أعرب الزعيم الكوبي فيدل كاسترو عن اعتقاده أن الولايات المتحدة، بمساعدة حلف شمال الأطلسي «الناتو»، ستحتل ليبيا.