Saturday, March 5, 2011

فريعة يوبخ ثوار الحرية والكرامة !! والغنوشي ينضم الى ثوار القصبة !! : خليل العميري


الغنوشي يستقيل ويلتحق بمعتصمي القصبة: صرح السيد محمد الغنوشي مباشرة إثر الندوة الصحفية التي اعلن فيهاالحكومة المؤقتة أنه كمواطن يساند مطالب المعتصمين في ساحة القصبة! هكذا وبدون أي تفسير أو اعتذار عن صمته قبل ذلك. ولا يسعنا هنا إلا أن نتساءل: أي مفهوم للتصرف المسؤول لدى السيد الوزير يمكن أن يبرر هذا التصرف الغريب؟ أي رجل دولة يرئس حكومة تقمع حركة شعبية أو على الأقل تتجاهلها حتى تسقط الضحايا ثم يعترف بشرعية مطالبها عند الإستقالة دون أدنى تفسير أو اعتذار؟
يوبخ ثوار الحرية والكرامة : أريد ان أستحضر كمثال ثان الندوة الصحفية الأولى للسيد احمد فريعة كوزير داخلية‎ فريعة، أتت هذه الندوة إثر أعمال إرهابية من قبل ميليشات و قناصة موالية للرئيس المخلوع أرعبت المواطنين باستهدافها للمدنيين العزل وللمتلكات بطريقة بدت شبه عشوائية. وكان المواطنون يبحثون عن خطاب يهدأ من روعهم و يبعث عن الطمأنينة ولكن شيئا من ذلك لم يحدث بل مر سيادته إلى توبيخ ضمني للشباب على ثورته بتعداد حجم الخسائر المادية غير مكترث بأن الثورة قامت ضد نظام أهدر و صادر لنفسه مئات الأضعاف من ثروات الشعب. ورآى سيادته أن الموقف يستدعي الرد على هذا الشعب المنتفض والرافض لحزبه بالتذكير بنضالات العديد من رجالات التجمع، والعديد منهم نزهاء على حد تعبير الوزير. وهذا الخطاب الذي رفض أن يسمي فيه الشهداء باسمهم مخيرا لفظة أموات هو قمة الإستهزاء بالشعب وهو لاشعوريا تسجيد للنظرة الفوقية التي ميزت الخطاب السياسي التقليدي للنخبة التي استأثرت بالسلطة منذ الإستقلال، هذه النخبة التي ترى أنها وحدها قادرة على قيادة البلاد و تحديد الأولويات والتصورات لمستقبلها بدون تشريك لبقية القوى الحية للبلاد وبدون انتظار محاسبة منها فهي لاترتقي حسب رأيهم الى درجة الوعي الكافي لتضطلع بمثل هذا الدور على أية حال.
عبد الفتاح عمر يبرئ المسؤولين عن عقدين من الفساد في أسبوعين: من المضحكات المبكيات هي الندوة عمر بعد بضع أسابيع فقط من شروع لجنة تقصي الحقائق التي يرأسها. فقد برئ جميع الوزراء هكذا وبكل ثقة واستباقا لأي تحقيق جدي ونزيه، فما اطلع عليه سيادته في أسبوعين ورغم كثرة الملفات كاف وشاف ليبرئ ساحة جميع الوزراء. وهذا الموقف يغني حسب رأيي عن كل تعليق فالأستاذ لا يرى ان الوزراء مسؤولين وهم كانوا على حد تعبييره ينفذون الأوامر فقط! وبهذا يتناسى الأستاذ أن هذا قبل كل شيء هو استهزاء بالشعب وعدم اكتراث بجسامة مسؤوليته الشخصية كرئيس للجنة تقصي الحقائق. فأي مفهوم للمسؤولية عند الأستاذ عمر يمكن ان يبرئ كل الوزراء هكذا وبكل بساطة؟! فحتى الجنود لا يمكنهم في القانون الدولي تبرير ساحاتهم من الجرائم الجسيمة بالقائها على شماعة تنفيذ الأوامر، فكيف بنظام مدني يعلم الجميع أن الإستقالة منه ليست مستحيلة بالمرة خصوصا في وجود تنافس بين العديد من التجمعيين انذاك لخدمة نظام الرئيس المخلوع.

الشابي يلقى باللوم على الجميع الا على نفسه: شدت انتباهي الندوة الصحفية التي خص بها السيد أحمد نجيب الشابي وسائل الإعلام إثر استقالته عقب تولي السيد الباجي قائد السبسي مقاليد لوزارة الاولى. رفض السيد الشابي الإعتراف بالأخطاء التقديرية الفادحة التي قام بها وعلقها كلها على الغنوشي، الاتحاد، أو ضمنيا الحركة الإحتجاجية لمعتصمي القصبة. ولربما لم ينتبه الشابي أنه برهن من حيث لا يدري على أنه من يتحمل المسؤولية دون سواه. فمثلا القى باللوم على رئيس الوزراء لتردده وقلة جرأته، ثم ذكر أن عديد القرارات الهامة كانت تاخذ دون استشارته كعضو في الحكومة ودون علم الوزير الأول في بعض الاحيان.

الأكيد أن عقودا من حكم الحزب الواحد والرئيس الواحد والرأي الواحد كرست مفهوما منحرفا للمسؤولية يستهزأ بالشعب وينظر إليه شعوريا أو لا شعوريا بنظرة القاصر الذي لا يرتقي الى مستوى محاسبة رجل الدولة ومسائلته جديا. ومما زاد في تفاقم هذا المشكل انغلاق النخبة السياسية التي استفردت بالسلطة منذ الإستقلال على نفسها ورفضها كل محاولات الإنفتاح والإصلاح.