شغلت التحولات في العالم العربي، سواء السياسية كما هو الحال في مصر، أو الأمنية والميدانية كما هو الحال في ليبيا والبحرين، الصحف البريطانية الصادرة صباح الخميس، حيث نشرت الفايننشال تايمز، تقريراً عن الأوضاع في العالم العربي، مشيرة إلى أن ردود الفعل العنيفة التي اتخذها القادة العرب، خاصة في ليبيا، والبحرين، ضد المتظاهرين المطالبين باصلاحات سياسية، سيقلب الأوضاع ويزيد من حالة الغضب لدى الجمهور العربي.
وكتبت رولا خلف في الـفايننشال تايمز ، تقول إن رد فعل المحتجين على الموقف الغربي، يذكر باحباط الأكراد والشيعة في العراق، ما بعد 1991 عندما ثاروا ضد نظام الرئيس العراقي السابق صدام حسين، والذي بدوره ارتكب مجزرة بحقهما، ولم يتدخل الغرب، على العكس مما حدث في العام 2003، حينما غزت الولايات المتحدة الأميركية العراق. وترى خلف إن ما يحدث في ليبيا شبيه بما حدث في عام 1991 في العراق.
وكتب كولين فريمان من القاهرة في صحيفة الديلي تلغراف ، أن مفهوم المساءلة يترسخ في مصر، بعد سنوات طويلة، لم تكن فيها مثل هذه الممارسة سائدة، ولكنه يشير إلى تخوفات ما زالت قائمة في الشارع المصري، من عودة النظام القديم، بوجوه جديدة.
وكتب أيضا سيمواس ملين، في الغارديان يقول أنه ومع النجاح النسبي للإصلاح في مصر، وتجمده في ليبيا، فإن يشير إلى أن المخاوف بأن الأنظمة العربية ذاتها تضع قناعاً ديمقراطية، ما زالت قائمة، فإن اللحظة التاريخية في العالم العربي ما زالت قوية، وأن قيام نظام ديمقراطي شعبي في القاهرة، قد يدفع بتغيير المنطقة برمتها. ويرى ملين أن الأنظمة العربية، كلما قدمت تنازلات "تجميلية"، كلما دفعت إلى زيادة المطالب الشعبية.
وفي الشأن اليمني، تقول افتتاحية الـفايننشال تايمز أن أربعة عوامل رئيسية تساعد الرئيس اليمني علي عبدالله صالح في البقاء بالسلطة، رغم الاحتجاجات المتزايدة في اليمن، أولى العوامل هي أن اليمن دولة ريفية، حيث أن 3 من أصل عشرة يعيشون في المدن، وهو ما يجعل التعبئة السياسية مسألة صعبة.
واما العامل الثاني هو أن المعارضة ممزقة وبلا قيادات. والعامل الثالث يرتبط بأن الولايات المتحدة ترى بصالح حليفاً قوياً في مواجهة الإسلاميين المسلحين، ولذا فهي تدعمه. وأما العامل الرابع فهو أن شبكة المصالح التي شكلها صالح مع شيوخ الدين وزعماء القبائل ما زالت قوية.
ولكن بالمقابل، ترى الصحيفة، أن الضغط يتزايد على صالح، وبالتالي، فإن على الطرفين الجلوس وفتح الحوار، وعلى صالح أن يقدم تنازلات من قبيل إقالة أقاربه الذين عينهم في مواقع مختلفة من السلطة.
وتقول الصحيفة أن استمرار التوتر قد يقود اليمن باعتباره دولة محافظة دينياً وقبلياً إلى حرب أهلية تضطر فيها كل من السعودية وإيران إلى التدخل مما يخلق "كونغو مصغرة"، تشهد حرباً أهلية تكون حرباً بالنيابة عن قوى إقليمية.