مقر وزارة الداخلية السوريةدمشق، سوريا نقلت مواقع شبابية سورية معارضة كانت قد وجهت دعوة لـ"جمعة غضب" في البلاد مشاهد مصورة من عدة مدن في سوريا، وبينها العاصمة دمشق، تظهر فيها حشود لمئات من الأشخاص يهتفون مطالبين بالحرية ومحاربة الفساد، ومن بينها مشاهد لتحرك داخل الجامع الأموي، الأعرق في البلاد.
وظهر في تسجيلات فيديو ملتقطة بالهواتف النقالة عشرات من المصلين وهم يهتفون مطالبين بالحرية داخل المسجد بعد انتهاء صلاة الجمعة، حيث أشارت الصفحة الخاصة بالدعوة للتظاهر على موقع فيسبوك، والتي باتت تضم أكثر من 50 أف عضو، إلى أن قوى الأمن اقتحمت المسجد وأغلقت بابه وواجهت المحتجين في داخله.
كما تشير تسجيلات أخرى لتحركات تضم المئات من المحتجين الذين هتفوا ضد النظام في حمص ودرعا ودير الزور وبانياس، ما يدل على أن التحركات توزعت على كامل الأراضي السورية، علماً أن لم تتمكن من تأكيد هذه التحركات بشكل مستقل، كما لم يسعها تأكيد الأنباء التي ذكرها المحتجون عن سقوط إصابات بسبب الصدام مع الشرطة.
وكانت الخارجية الأمريكية قد دعت السلطات في سوريا إلى إظهار" ضبط النفس" بوجه المظاهرات التي خرجت إلى الشوارع في دمشق على مدى يومين، للمطالبة بالإصلاح السياسي وإطلاق سجناء الرأي، مشددة على حق السوريين بالتعبير، بينما دعت منظمات حقوقية دولية إلى الإفراج الفوري عن جميع الناشطين الذين اعتقلتهم الشرطة.
وقال مارك تونر، نائب الناطق الرسمي باسم الخارجية، في مؤتمره الصحفي اليومي: "نشعر بالقلق حيال التقارير حول اعتقال وجرح عدد من المحتجين في سوريا، وندعو الحكومة السورية إلى إظهار ضبط النفس والابتعاد عن العنف."
وأضاف تونر: "كل الناس، بما في ذلك الشعب السوري، لديه حقوق أساسية، منها التعبير الحر والتجمع السلمي، ونطالب الحكومة السورية الالتزام لواجباتها بموجب شرعة حقوق الإنسان والسماح للسوريين بممارسة حقوقهم."
ولدى سؤاله عمّا إذا كانت واشنطن قد طرحت الموضوع مع الحكومة السورية رد تونر: "نحن نطرح هذه القضية وقضايا حقوق إنسان أخرى مع الحكومة السورية على الدوام."
من جانبها، أصدرت منظمة "هيومن رايتس واتش" لحقوق الإنسان بياناً دعت فيه السلطات السورية إلى إطلاق المعتقلين جراء المظاهرات التي كانت تطالب بالإفراج عن سجناء رأي.
وقالت المنظمة في بيانها الخميس، إن مسيرة ضمت 150 ناشطاً حقوقياً، وبعض عائلات المعتقلين، رفعت صور السجناء وطالبت بالإفراج عنهم، ولكنها تعرضت لهجوم من قبل عناصر أمنية بملابس مدنية، وانتهى الهجوم باعتقال 34 شخصاً.
وقالت سارة لي واطسون، مديرة المنظمة في الشرق الأوسط، إن الرئيس السوري، بشار الأسد، يتحدث علناً عن الإصلاح، بينما تعتقل أجهزة الأمنية السرية كل من يطالب به.
وروى شاهد عيان أن عناصر الأمن ضربت النساء المشاركات في المظاهرة، كما أكد اعتقال عدد من الناشطين، بينهم كمال شيخو وأسامة نصر ومحمد ضياء الدين دغمش. كما أكدت المنظمة أن سبعة من أقارب المعتقل السياسي، كمال اللبواني، باتوا بدورهم قيد الاعتقال في مكان غير معروف.
من جانبها، ردت السلطات السورية باتهام من وصفتهم بـ"المدسوسين" بالتسبب بالمواجهات، وقال مدير إدارة التوجيه المعنوي في وزارة الداخلية، العميد محمد حسن العلي، إنه لدى مراجعة بعض الأهالي لتقديم طلبات خطية بشأن ذويهم الموقوفين بجرائم مختلفة "حاول بعض المدسوسين استغلال الموقف والدعوة للتظاهر من خلال إطلاقهم بعض الشعارات التحريضية في منطقة المرجة بدمشق التي تزدحم بشكل طبيعي بالمواطنين."
وأضاف العلي أن أصحاب المحلات التجارية الموجودة بالمنطقة والمواطنون "تصدوا لهم بشكل عفوي ورددوا شعارات وطنية معبرين عن رفضهم محاولات بث الفوضى والعبث بأمن الوطن."
وكانت دمشق قد شهدت خلال اليومين الماضيين مظاهرات شارك فيها العشرات من المحتجين الذين خرجوا للمطالبة بالإصلاحات السياسية وتعزيز الحريات العامة، تلبية لدعوات على مواقع التواصل الاجتماعي.