نشرت صحيفة الفايننشال تايمز تقريرا بعنوان "شقاق حول قيادة قصف ليبيا" في اشارة الى المشاكل التي بدأت تبرز بعد يومين من القصف الجوي والصاروخي على ليبيا.
ففي اجتماع لقيادة حلف شمال الاطلسي (ناتو) في بروكسيل الاثنين افشلت التوترات بين اطراف التحالف نقل قيادة العمليات العسكرية ضد ليبيا الى الناتو. كذلك برزت خلافات الى حد الغضب البريطاني والامريكي من التصرفات الفرنسية.
وتنقل الصحيفة عن مصادر دبلوماسية اوروبية ان التصرفات الفرنسية منذ بدء العملية العسكرية على ليبيا ادت الى انقسام تحالف فرض الحظر الجوي.
فقد تعمدت فرنسا منذ البداية ابعاد الناتو عن العملية العسكرية، كذلك غضبت بريطانيا والولايات المتحدة من تصرف فرنسا المنفرد بالهجوم الجوي دون تنسيق مع حلفائها فور قرار مجلس الامن.
ووصل التوتر الى حد مغادرة السفيرين الفرنسي والالماني لدى الناتو لاجتماع قيادة الحلف في بروكسيل قبل نهايته بعدما اتهم الامين العام للحلف اندرز فوغ راسموسين فرنسا لتعمدها عدم مشاركة الحلف في العملية من البداية والمانيا لعدم مشاركتها في العملية.
اما تركيا، وهي عضو في الناتو لكن لديها تحفظات على التدخل العسكري في ليبيا، فقد عطلت قرار نقل قيادة العمليات الى الناتو، وكانت انقرة اعربت عن استيائها من عدم دعوتها لقمة باريس.
ونقلت الصحيفة عن دبلوماسي غربي قوله: "هناك توترات كبيرة بين الامريكيين والبريطانيين من ناحية والفرنسيين من ناحية اخرى". وقال الدبلوماسي ان دول الناتو كانت تعمل لاسابيع لترتيب العملية وقيادتها "ومع اقترابنا تماما من التوصل لاتفاق في الناتو عطلت فرنسا كل شئ فجأة، وهو ما اثار حيرتنا في البداية ... ثم اتضح بعد ذلك ان ساركوزي اراد ان يعلن بدء الضربات وهو يخرج من اجتماع باريس حيث يبدو متصدرا المشهد".
ولم يقتصر الخلاف على ما بين حلفاء العمل العسكري ولكن امتد داخل بعض الاطراف، مثلما جرى في بريطانيا.
تقول الصحيفة ان وزير الدفاع البريطاني ليام فوكس قال الاثنين ان العقيد القذافي يمكن ان يكون هدفا للعملية العسكرية. اما رئيس الاركان البريطاني الجنرال سير ديفيد ريتشاردز فقا ان مثل هذه الضربة غير مصرح بها "مطلقا" بقرار الامم المتحدة.
وكتب باتريك كوبرن في الاندبندنت عن ان الرئيس اليمني يسير على خطى الرئيس المصري نحو نهاية نظامه.
يقول الكاتب ان اليمن توشك ان تكون البلد العربي الثالث الذي يشهد اسقاط النظام بعد تونس ومصر مع تراجع قدرة رئيسه على عبد الله صالح على التمسك بالسلطة.
ويشرح كيف ان صالح سار على نهج الرئيس المصري السابق حسني مبارك منذ بدء الاحتجاجات ضده الشهر الماضي، خاصة احداث الجمعة الماضية التي استهدف فيها قناصة النظام المتظاهرين فقتلوا اكثر من 50 واصابو 250.
والان بدأت اجنحة في الجيش تنشق عن الرئيس وترسل الدبابات لحماية المتظاهرين في شوارع صنعاء، بينما يتوالى استقالة المسؤولين من الحكومة وتنشق القبائل عن الرئيس منضمة للمحتجين.
ورغم التوقع القوي بان يرحل الرئيس صالح عن السلطة ويسلمها للجيش قريبا جدا، الا ان هناك امكانية ان يتمسك الرئيس اليمني بسلطته بما ينذر بحرب اهلية.
يقول صحفي الاندبندنت، اليمن تختلف عن تونس ومصر اذ ليس بها طبقة وسطى قوية كما ان بها 60 مليون قطعة سلاح موزعة على 24 مليون نسمة هم سكان البلاد. كما ان القبائل، التي ظلت سلطتها اقوى من الدولة ومثلت قاعدة دعم لسلطة الحكم قبل ان تبدأ الانفضاض عنه الان، ليست موحدة كلها ضد النظام او مع المحتجين.
وفي الشأن الفرنسي، نشرت تنشر الغارديان تقريرا حول "تهديد حرية الرأي" في واحدة من الجامعات الفرنسية. اذ تداعى عدد من ابرز الاكاديميين والمفكرين للمطالبة بحرية الراي والتعبير في المعهد العالي للاساتذة في فرنسا بعدما منعت مناقشة الصراع العربي الاسرائيلي.
ووقع مثقفون واساتذة جامعات من بريطانيا وامريكا، من بينهم المفكر الامريكي الشهير ناعوم تشومسكي، رسالة تطالب الجامعة الباريسية بما وصفوه "استعادة تاريخها الطويل من حرية الرأي والتعبير السياسي".
وبدات المشكلة بعد دعوة مجموعة من الطلبة والاساتذة للكاتب الشهير ستيفان هيسل، 93 عاما، لمحاضرة حول تجريم مقاطعة اسرائيل. وهيسل هو مؤلف كتاب "وقت الغضب" الذي يعبر فيه عن ايمانه بالتساوي في الحقوق وينتقد معاملة اسرائيل للفلسطينيين.
كما دعت مجموعة الطلبة والاساتذة التي تسمى "تجمع فلسطين" وزير عدل فرنسي سابق وناشطين اسرائيليين والممثل الفلسطيني في اوروبا. وقبل موعد المحاضرة باسبوعين، في يناير كانون/الثاني الماضي، الغت مديرة الجامعة موافقتها السابقة على المحاضرة.
وبعد ذلك بعدة اسابيع رفضت السماح بمؤتمر للمجموعة ضمن "اسبوع الفصل العنصري لاسرائيل". وعندما امتدحت منظمات يهودية قرارها اتهمتها المجموعة بالرضوخ للضغوط.