إن "كرزاى وأحمد جلبى" وحدهما هما من كانا يقبلان بأن تضرب بلديهما (أفغانستان) و(العراق) بالصواريخ بل وأن تحتلا حتى يأتيان على الدبابة الأمريكية، إن هؤلاء عملاء فى معتقدى وفى معتقد كل من لديه أدنى إحساس أو ضمير وطنى شريف، وإن أسمتهم كل الكرة الأرضية بالثوار !! ثم إن من يقبل بأن يقصف بلد عربى بالصواريخ والطائرات الأمريكية، ويجلس فى باريس ليبصم على ذلك العدوان، مثلما فعل حكام الخليج ومعهم السيد عمرو موسى (المرشح وياللأسف لرئاسة مصر، شوف مصر كيف أصبح حالها مؤسفاً أن يتولى أمرتها مثل هذا الشخص !!).
إن هؤلاء، لا يمكن أن يكونوا (عرباً)، إذ لم نقرأ فى تاريخ العرب كله قديمه وحديثه، من تواطىء وشارك فى العدوان على بلد عربى مستقل ، مهما كانت الأسباب، إن هؤلاء يتحدثون بالعربية، ولكنهم، أمريكيو الهوية والدور والضمير، إذ كيف بالله عليك ، يقبل عربى، أن يرى أخاه الليبى يضرب، وبتروله ينهب وبلده تقسم ، باسم حماية (الثوار)؛ والمدنيين، كيف؟ إن هؤلاء قطعاً لا ينتمون إلينا ومن الواجب أن يتم فضحهم، وتعريتهم وبقوة، لأنهم يدلسون علينا، وأحدهم، وهو الأخ عمرو موسى لايزال يرطن بالعروبة ويتحدث عن وحدة ليبيا، وهو الذى رعى - بأوامر من السعودية وأمريكا – قرار مجلس الجامعة العربية الذى طلب من مجلس الأمن (يعنى من أمريكا وحلفائها) ضرب ليبيا باسم حماية المدنيين، إنه وجامعته والدول التى حضرت إلى باريس شريك مباشر فى هذا القصف والدم الذى تغرق فيه ليبيا اليوم.
إذن هؤلاء ليسوا ثوارا .. وأولئك ليسوا عرباً، إنهم عملاء صغار، أقولها مستخدماً ألطف لفظ يليق بهم اليوم مع ضبط للأعصاب مع هذا العدوان الذى يُشن الآن على ليبيا، ولم يُشن مثلاً على إسرائيل أو البحرين المحتلة أيضاً – الآن- سعودياً.
إن العدوان الاطلسي الآن على ليبيا يدعونا إلى تسجيل الآتى:
أولاً: على القارىء العربى أن يعلم جيداً أن ما يجرى فى ليبيا اليوم يستهدف النفط، ولا يستهدف حماية المدنيين أو من أسمتهم فضائيتى الجزيرة والعربية بـ (الثوار)، فهؤلاء سيداسون بالأحذية الأمريكية الثقيلة بعد أن يتم لأمريكا وفرنسا وبريطانيا (الثالوث الاستعمارى الجديد) الاحتلال، تماما مثلما جرى مع عملائهم فى العراق -فإذا كان لايزال فى (الثوار) من لايزال شريفاً أو لايزال ليبياً حقاً، فعليه أن يتبرأ فوراً مما يجرى لأنه فضلاً عن كونه عاراً، فإنه لن يجنى منه شيئاً سوى الوصاية والاحتلال لبلده ثم يلقى به فى اقرب صندوق قمامة فى بنغازى!!.
ثانياً: على جيوشنا العربية، وبخاصة التابعة لتلك الدول التى شارك قادتها المتأمركون فى قمة باريس لاحتلال ليبيا، عليهم ألا يشاركوا فى هذه الجريمة، وألا تتلوث أيديهم بدماء الليبيين سواء بالمشاركة المباشرة أو بالدعم اللوجستى، فالتاريخ لن يرحم وسيذكر فى سجله أسماء من شاركوا أو خانوا، وأسماء من صمدوا وحموا عروبتهم وإسلامهم، إن مشاركة هذا التحالف الاستعمارى الجديد فى احتلال ليبيا تحت اسم زائف هو مساعدة المدنيين، هو الخيانة بعينها، لله، وللعروبة، وأحسب أن جيوشنا العربية الباسلة لا ترغب فى أن توصم يوماً بأنها قد خانت الله، من أجل ساركوزى وأوباما !!.
ثالثاً: أدعو من على هذا المنبر شعوبنا العربية الحرة، بأن ترد بقوة على هذا العدوان الذى يستخدم لافتة المدنيين والثوار زيفاً، وأن يكون الرد بحصار السفارات الأمريكية والفرنسية والبريطانية والتظاهر ضدها، ومن يستطع فعل ما هو أكثر فليفعل، فالأمر الآن لم يعد القذافى وما قام به، الأمر الآن هو احتلال جديد لليبيا، شبيه تماماً بسيناريو العراق، ومن يقبل به وخاصة فى مصر ،فلا يلومن الا نفسه عندما يرى ثورة يناير وقد سقطت، لأن مصر ساعتها ستكون محاصرة عسكرياً من قبل عدوين، العدو الأمريكى/الأوروبى بقواعده فى ليبيا فى غرب البلاد، والعدو الصهيونى فى شرقها.
* أما نصيحتنا للشعب الليبى ولجيشه وللثوار الشرفاء فهى الصمود والمقاومة، وتحويل المواجهة مع هذا الحلف الغربى الاستعمارى وعملاءه من العرب ومن المرتزقة فى الداخل، إلى حرب حقيقية، مع تحويل ليبيا إلى أرض محروقة، حتى بنفطها تحت أرجلهم، ولتكن لنا فى قولة عمر المختار شعاراً: (الضربات التى لا تقتلنى تقوى ظهري) وحين قال أيضاً: (نحن قوم لا نستسلم؛ إما النصر أو الشهادة) ولدى يقين أن النصر آت فى النهاية ضد هذا الحلف الاستعمارى الجديد، وعملاءه الصغار من العرب!!.