وفي حين دعا البعض منهم إلى التجمع الجمعة والنزول للشارع لتلبية مطالبهم، لكن تلك الدعوة قوبلت باحتجاج من آخرين لأنجد دعاة المطالب الإصلاحية من الشباب السعودي في موقع فيسبوك أداة مناسبة للتعبير عن مطالبهم مما أضفى مزيدا من الحراك لها، المظاهرات محظورة بالمملكة.
ومنذ عودة ملك السعودية عبد الله بن عبد العزيز إلى بلاده يوم 23 فبراير/شباط الماضي صدر أكثر من "بيان إصلاحي شبابي"، كان أهمها بيان 23 فبراير وبيان شباب من أجل مستقبل الوطن.
لم يدر بخلد الشاب السعودي خريج العلوم السياسية عبد الرحمن بن علي حركاتي، أنه سيكون ضمن 70 شابا وشابة مشتركين في توقيع بيان قدموه للملك عبد الله بن عبد العزيز حمل عنوان "مطالب الشباب من أجل مستقبل الوطن" يطالبون فيه بإصلاحات سياسية واقتصادية وحقوقية واجتماعية واسعة.
وأرجع حركاتي الذي يعمل حالياً صحفيا بإحدى الصحف المحلية ارتفاع الوعي السياسي لدى الشباب السعودي إلى الثورات العربية التي حصلت في تونس ومصر وليبيا.
عبد الرحمن حركاتي (الجزيرة نت)
محاولات
وأضاف أن هذا التحول تمثل في خروج المطالب على شكل بيانات تنادي بإصلاحات في نظام الدولة.
وقال إن تطور الوعي السياسي دفع الشباب لمقارنة "واقع وطنه وبعض الأوطان الأخرى، فوجدت أن الإمكانات الاقتصادية في وطنهم أفضل بكثير من الدول الأخرى لكنها لا تنعم بنفس القدر من الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان في الدول الأخرى".
ونبه إلى أن هذا الأمر رفع من تطلعاتهم بوصفهم مواطنين للمشاركة في تطوير الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية للوصول إلى "حياة كريمة ونيل حقوق من حقهم أن ينالوها".
تغيير
ورأى الشاب رائف بدوي منسق إحدى البيانات الإصلاحية الشبابية أن حديث الشباب عن عملية الإصلاح ينبئ بحالة تغيير في تفكيرهم، وأنه ينبغي أن يكون لهم دور في عملية الإصلاح السياسي الذي ظل محصورا فقط في النخب.
تقييمه للمرحلة الحالية قال إن "هناك وعيا سياسيا لديهم (الشباب) ولكن ليس بالدرجة المطلوبة"، معللا ذلك "بعدم وجود مؤسسات مجتمع مدني تطوّر ذلك الوعي"، كما حذر الحراك الشبابي السعودي من "محاولات خارجية تحاول الاستفادة من تحركهم".
توفيق السيف يحث النخب الحاكمة والشعبية على ضرورة الالتفات لهذه التحركات السياسية الشابة و"عقلنتها وتطويرها لاستيعاب المطالب الشبابية التي لن تنتهي"
وعي
وأرجع الخبير السياسي السعودي الدكتور توفيق السيف التحرك السياسي الشبابي بالمملكة إلى "ارتفاع منسوب الثقافة السياسية العقلانية السلمية لديهم خلال الثلاثة أشهر الماضية".
وقال السيف إن التحول الإيجابي الذي حصل هو شعورهم بأنهم جزء من العملية السياسية، لا كما كان في السابق بأنهم على هامش السياسة.
ودعا السيف النخب السعودية الحاكمة والشعبية إلى ضرورة الالتفات لهذه التحركات السياسية الشابة، و"عقلنتها وتطويرها"، كما حث النخب الحاكمة على تطوير "آليات قانونية" لاستيعاب المطالب الشبابية التي لن تنتهي وستظل قائمة على الدوام وذلك عبر "تدعيم مؤسسات المجتمع المدني التي ستساعد على تأطير طلباتهم".
كما نبه إلى ضرورة تحديد فلسفة العلاقة بين الدولة والمجتمع انطلاقا من مبدأ تساوي الفرص، "حتى ينتهي انسداد الأفق الحاصل".
وعن تعامل السلطات السعودية مع بيانات المطالب الشبابية، قال إن "السعودية دولة تقليدية وليست قمعية مثل بعض الأنظمة العربية والإصلاح السياسي في المملكة أضحى قريب المنال".
يذكر أن السيف قاد سابقاً تفاوض المعارضة الشيعية مع الحكومة السعودية في أوائل التسعينيات إبان حكم الملك الراحل فهد بن عبد العزيز، وانتهى بعودته للداخل.