وصلت الى رام الله يوم الاثنين، واول لقاء كان لي، كان مع حسن خضر، تبادلنا التحيات، وانتقلنا الى تبادل قصص جمعتنا مع محمود درويش ثم تحدثنا عن مدعي صداقة محمود درويش ، كان رأيي انه لا باس من الادعاء صداقة مع محمود.
لكنني حكيت لحسن، عندما اصيب محمود بوعكته الصحية الاولى الكبرى، والتي احتجزته في احد المستشفيات، في باريس، واصبت بغم كثيف، وسرت في شوارع جنيف، ثم التقيت مع شابة فلسطينية، تجر ورائها حقيبة صغيرة، تبادلنا السلام، وسألتها الى اين؟
فقالت: ساذهب الى باريس لأزور محمدو درويش في المستشفى.
وسألت: لماذا
فقالت: لأنني أحبه!
ذهبت في حالي وفي قلبي غيرة، وبذلت جهدا بأن لا تأكلني تلك الغيرة، وصلت الى بيتي، ودخلت غرفة ابنتي، وكانت قد علقت صور رينالدو ديكابريو على جدران غرفتها.
بقيت وقتا طويلا وانا ادور بعيني وابحلق بصور الوسيم رينالدو، ثم خرجت وذهبت الى مكتبي وكتبت رسالة الى محمود درويش، عنوانها ابنتي تحب ديكابريو وانا احب محمود درويش، ثم أرسلتها الى صديقي عبد الباري عطوان، الذي نشرها في جريدة القدس.
عندما اخبرني عبد الباري ان محمود اتصل به عندما قراها، قال لي: كان تأثر محمود لا يصدق درويش وقال له اشياء اخرى، ودمعت عيناي.
تبدل حالي بعد اعلاني لحبي لمحمود على الملأ، ولم اعد اخجل بحبي ، ولم اعد اخفيه، واهدتني سيمون بيطون صورة لمحمود درويش لكي اعلقها على الحائط، كما تفعل ابنتي بصور ديكابريو.
حكيت لكم هذه الحادثة، للعلاقة بفقدان جوليانو. التقيت باكثر من شخص، حكى لي كيف التقى مع جوليانو، لكن سأحكي لكما ملخص لحكاية شخصين منهما، لكن قبل ذلك سأحكي لكم قصة لقائي الاول مع جولينا، والتي حكيتها لأكثر من شخص في هذين اليومين، ومنهم حسن ثم هلال وثم اسماعيل.
عملت مع جوليانو قبل حوالي 25 سنة، في فيلم لمدة شهرين، عندما وصلنا الى المشهد الذي كان يلعب به جوليانو دور جندي اسرائيلي، ظهر جوليانو بلباس الدور، ببدلة عسكرية، ودخل بيتا فلسطينيا بعنف، وارتجف قلبي رغم انني كنت مع المخرج وراء الكاميرا، ورغم معرفتي التامة بالمشهد واحداثه.
بعد المشهد، اقتربت منه وسالته عن اسمه، فقال لي ان اسمه جول..جول خميس.
وسألته هل انت يهودي؟
أجاب: مش عارف، عم بفكر فيها.
قلت مرتاعة من هذه الاجابة: كيف ما بتعرف، انت مش ابوك عربي؟
قال: آه بس امي يهودية، وانا مش عارف بعدني احدد هويتي.
مع اننا بقينا نعمل لمدة شهرين، الا انني كنت دائما اعود لذات الموضوع، واسأله ذات الاسألة، لعدم قناعتي وعدم فهمي للصراع الداخلي الذي كان يعاني منه جول.
وعندما ايأس من الفهم، كنت أساله عن سبارتاك شقيقه، الذي التقيته عدة مرات في قريتي في الشمال، عندما كان يزور ابن خالي فاروق في المعمل الذي كنت اعمل فيه.
كنت اتنصت عليهما يتحدثان، بالقليل من العربية والكثير من العبرية، واحيانا بالانجليزية، كان رأيي البسيط حين ذاك، يستنكر لجوئهما الى لغات غريبة للتفاهم، ولم اكن اقبل فكرة ان سبارتاك لا يتقن العربية، وكنت اعتقد انه يدعي عدم اتقان اللغة، لانه مستلب باليهود، وكان سبارتاك جلفا باجاباته علي وهو لا يدري.
راحت الأيام، وزرت شقيقي هاشم في حيفا، والتقيت في بيته مع عبير خميس الشقيق الاصغر، وذعرت من وسامته، ولم اتردد لحظة بقبول دعوته الى بيته، لكي التقي مع سبارتاك، حينها لم اكن بعد تعرفت بجول، كنت مهووسة بان ينتبه علي سبارتاك، وان افتح معه جدلا ارد له الاهانات التي كان يكيلها لي وهو لا يدري بمحدودية معلوماتي عن العالم، التي كانت تصل في اقصاه لحدود قرية طمرة في الشمال، وكان همي الوحيد من لقائه، ان اقول له، بأنني صرت افهم، وبأنه باستطاعتي النقاش الآن، وبأن حدودي الذهنية لم تعد تحدها جغرافية طمرة التي تنتهي بالطريق العام الموصل الى عكا، او بالأفق الذي يلتقي بالبحر الذي لم ابلل قدماي بمياهه قط، وعلى فكرة كانت اول تحدياتي عندما عدت من الغرب، ان استحم بمياه بحر عكا، بعدما تعلمت العوم قليلا في احواض السباحة الغربية، وان استحق ترديد جملة كان يرددها امامي شباب نصف عراة على شاشاة التلفزيون: سنذهب للاستلقاء على شاطئ البحرن وبع ذلك سنذهب لاحتساء القهوة في الهدار.
انا اعلم بانني اتوه بكم بالحكايات، لكن اصبروا علي اذ لدي اعتقاد بان هذه الحكايات ستلتقي مع بعضها بطريقة ما، او هكذا اتمنى، واذا لم انجح بذلك، هذا لا يهم، مع انني اعيش في الغرب منذ 30 عام، الا انني لم انجح بتعلم التلخيص، وما زلت اتوه بحبك القصص بعضها ببعض، اعتقد ان هذه علة الفلسطيني، الذي يرتبك عندما يبدأ بالحديث عن نفسه، ويتوه بقصص لا علاقة لها بالنسبة للمستمع على الاقل، بموضوع المحادثة، فيفقد الغربي صبره من هذا الرغي المحموم. وفي احدى المرات التي تجادلت فيها مع جول، عندما كنا جالسين على حجارة في قرية دير غسان، بانتظار تحضير احد المشاهد، كان يستمع لي وهو يبتسم، وثار حنقي منه، وبدى صوتي عدائي، فقال لي جول بهدوء اعتقدت في حينها ، ابوية اليهود اليسار فقال: لما اسمعك بتحكي بهذه الطريقة، بحس بفلسطينيتي. فارتحت لانحيازه لفلسطينتي، ولم يدر بيننا الكثير من الحديث بعد ذلك، لكن ابدا لم انسى اسمه، او شكله الوسيم، او اتقاد عينيه بصدق لا يلين.
المهم دخلت بيت أرنا خميس، المحاذي لطريق حيفا تل أبيب، ولا اجزم بذلك، بسبب اعاقتي بالنسبة للاتجاهات، لكنني لاحظت في صحن الدار عدد من علب السمن التي تحولت الى احواض للزهور والرياحين والنعناع، تماما كما تفعل والدتي بعلب السمن المشهورة بصورة البقرة، واذكر هذه العلبة لانني عجزت عن فهم العلاقة بين السمن والبقر. فالسمن لونه اصفر والبقر مختلف الالوان والجنس والاصل، واعتقد انني فهمت العلاقة في عمر متأخر، لكن في صحن دار آرنا كنت قد تعرفت على تلك العلاقة، بل اصبحت خبيرة بنوع السمن واسمائه.
عند رؤيتي لعلبة سمن البقرة، تأكدت تماما من انني في بيت عربي، مع انني اعلم بأن سمنة البقرة، وهذا ليس اسم العلبة الحقيقي، انها من صنع اسرائيل، الا ان العرب هم افضل مستهلكيها، ومرة احتلتني فكرة تآمرية، بان اسرائيل اخترعتها، لتسمين العرب، ولكي يفقدوا الجمال والرشاقة، ولتحويلهم الى مرضى للكلوسترول.
ظهرت آرنا خميس في صحن الدار، ببنطال اسود وبلوزة سوداء، وشعر رمادي معقوص، وسأتني من اين انا، وقلت لها بمنتهى الاحترام، لانها سيدة كبيرة، وعلي ان اطمئنها بانني فتاة لا تتآمر ضد الاخلاق، الا انها انسحبت بسرعة الى داخل البيت وتركتنا، الا انني حتما شعرت بعين الرضا بانني عربية، وبانني بصحبة ابنها، لا اعتقد ان عبير يذكرني، او انه لا حظ أي شيء مما اعتمل في داخلي،ولم التقي بعبير او جول او سبارتاك منذ ذلك الوقت، الا انني التقيت مع صليبا خميس في جنيف، بعد كومة من السنوات من تلك الزيارة، وبعد لقائي ذاك مع صليبا، كان قد مر كومة اخرى من السنوات.
ولم اعد اذكر جول او سبارتاك او عبير، وغابت عائلة خميس تماما من ذهني، واستمر ذلك الى ثلاثة ايام بالضبط قبل مقتل جول. وذلك مع مجدي صديق فلسطيني يقطن في كندا، الذي اعدت العلاقة معه بعد انقطاع 20 عاما، انتبهت على اسمه في احدى الرسائل الاكترونية، ولا اعلم كيف بدأ الحديث عن جول، وقلت له انا تعرفت على جول عندما كان يبحث عن هويته، وفي فترة ضياعه، وحكيت له القصة.
ثم وصلت الى رام الله والتقيت مع حسن، الذي كان يتحدث امامي مع احدى الصديقات، وفهمت من الحديث ان جول قتل اليوم.
وفتح الحديث عن محمود درويش، وكيف ادعى المئات صداقتهم الوطيدة مع محمود درويش، وقال حسن، الآن يسجد جوليانو العشرات يدعون صداقته.
ولم احاول تكوين رأيا في الموضوع، وبنذالة انضممت الى رأيه. الى ان التقيت مع هلال في اليوم التالي، وحكى لي قصة لقائه مع جول في مساء الامس، في مواجهة عنيفة بينهما، حيث تصدى هلال الى شتائم جول عن العرب وابو العرب، وثم اكتشف هلال، ان جول لا يسب للاهانة وانما من الغضب والغيرة عليهم، فذهبا بصحبة مجموعة من الشبان، وتبادلوا الحديث حتى الثانية صباحا، ثم افترقا على ان يلتقيا في اليوم التالي، وكان هلال يفكر بجول طوال النهار ، مفكرا بالمواضيع التي ستطرق اليها مع جول، ثم سمع بخبر مقتل جول، وجائني هلال وهو مكفهر الوجه، ودار الحديث عن جول، وعن الاسباب التي التقى به، وتسائل هلال هل هو القدر؟ هل هناك طاقة محيطة بنا تعلم عن المستقبل، وتعمل جهدها ايصال الرسالة، لكن العمى الذي نختبئ ورائه هو السبب بعدم معرفتنا بالغيب؟
وحكيت لهلال عن النظرية اليابانية والصينية التي تؤكد امكانية السيطرة على الطاقة، وامكانية نقلها من يد الى اخرى ، ثم ادخالها الى الجسد، وذلك من خلال تمارين التايتشي واليوجا.
ووقفت لكي اعلمه بعض الحركات، ووقف هو ليقلدني، واضحكني هلال بجسده الذي لم يعرف الرياضة يوما، اذ تحرك وكأنه حجر (البلوك)البطون.
ثم انضم لنا اسماعيل، الذي حكى لنا، عن نقاش المثقفين، ومحاولة بعضهم باختطاف الحق بمسؤولية كتاب بيان الاستنكار والشذب وعدم قبول الحدث. وسألت اسماعيل اذا كان يعرف جول، قال بامتعاض انه ليس صديقه، لكنه يعرفه من خلال جميع انتاجه المسرحي والسينمائي، وانه يعتقد ان جول هو الوحيد الذي استطاع ان يجبر الاذن الغربية على الاستماع للظلم الذي يمارس على الفلسطيني، وبحرقة اضاف، بأنه سينذر نفسه لمحاربة فرق الظلام، ووجه اتهامه للإسلاميين بانهم وراء هذا الظلم. فقلت له لا تنسى ان الاحتلال هو العدو الاول والاساسي، وهو وراء وسبب ومشجعي كل ما يساهم في تشويه وتشجيع كل سلبيات الشعب الفلسطيني، واذا زال الاحتلال، سيزول جميع هؤلاء، فقال في الدول العربية لا يوجد احتلال، ومع ذلك الاسلامييون يمارسون فرض الظلام، قلت له ان الانظمة العربية هي جزء من الاحتلال، والدليل على ذلك ان مبارك هو صديق اسرائيل، واسرائيل ترتعد من زوال الانظمة العربية الفاسدة، لانها تحميهم بالاساس من الحرية والديموقراطية التي يتشدقوا بملكيتها، وقتلة جول، حتما يعملون لدى التيار الخائن لشعب فلسطين.
جذبني هذا الصوت المعبأ بالحب لجول، ولمست المرارة، من تحييده من المشاركة في تقديم الاحترام لجول والعائلة.
فاقترحت على اسماعيل ان يصور مقابلات مع كل شخص يعتبر انه يعرف جول، ويحكي امام الكاميرا قصة لقائه الاول مع جول، لان كل واحد منا قصة مع جول حتى لو لم نعرف جول، ولا يحق لاحد وضع مواصفات لاصدقاء جول.
لكن المشكلة بالفكرة ان اسماعيل لا يستطيع السفر الى الشمال مع هويته الغزاوية الملعونة بسجن لا تتعدى حدوده رام الله، فبدأنا بالبحث عن مصور من محبي جول عله يحمل الكاميرا ويذهب الى الجنازة ويلقي ذات السؤال على جميع من يلتقي بهم: كيف تعرفت على جول؟
العجيب، انه بالرغم من اعجابهم بالفكرة، وبالرغم من محبتهم الجمة لجوليانهم، الا انهم اعتذروا، بسب انعدام التمويل، وعندما اقول لهم اننا لسنا بحاجة الى تمويل، لان كل ما نحتاج اليه هو كاميرا، الا انهم يصرون على اهمية التمويل لجودة العمل، ويرفضون اهمية فكرة توثيق المشاعر الآن وليس غدا.
حرت في امري، وقبل ان انقل خبر تحطم الفكرة الى صديقي مجدي من كندا، الذي قضى الليل وهو يرسل لي اسماء عناوين فيس بوك لمساعدتي بالبحث عن اصدقاء جول وعشاقه، قررت كتابة هذه الحكايا، لا لهدف محدد، الا انها بعثت بي الراحة، وعل خطابي هذا يجد عزيمة عند احد الاصدقاء لتنفيذ هذه الفكرة، دون تضويع الوقت بالبحث عن التمويل.
الى صديقي جول الوسيم، الذكي والحبيب، والجريء، لن اسمح لاحد ان يقررلأحد من هو صديقك، اعتقد ان كل من يعتبر نفسه صديقك، هو صديقك، حتى لو قرر اعدائك، بانهم من اصدقائك، اذا هم اصدقائك، وكل من يحاول منع عنك احد الاصدقاء، فهو لا يستحق ان يكون صديقا لك.
تماما كاصدقاء محمود درويش، الذي ظهر له مليون صديق، لم يلتقي باحدهم ابدا، لكن هم التقوه بطريقتهم، وهم أصدقائه.
عندما رحل عنا محمود درويش، اتصل بي عدد من الاصدقاء، لكي اكتب عن محمود، مع انني افتقدت للرغبة بالكتابة، وصلت الى البلاد، وذهبت الى بيت والدتي العجوز، وجلست الى جانبها، وهي جالسة تقطم اوراق الملوخية في حرجها، وتستمع بصمت لحديث انا وشقيقي حمودي، الذي وفر لي جميع الصحف التي كتبت عن محمود درويش. واختصارا للوقت، قررنا ان نقرأ لبعض بصوت عال المقاطع التي قد تهديني الى بداية للكتابة.
وقرأ حمودي لعدد من الشعراء والكتاب والنقاد والخبراء، بصوت عال: محمود سلم على لوركا.... سلم على زرادشت..
او محمود سلم على ابو عمار وقل له ...
أو محمود اذا التقيت بغسان كنفاني، اهده سلامي ....
وفجأة رأيت امي العجوز، تتوقف عن تقطيم الملوخية، وتصيح بغضب: والله هذا حرام... يا عالم حرام... شو هو محمود بريد؟ بوسطجي بتحملوا كل هذه المكاتيب؟!
عندها نظرت بامتنان الى امي وقلت لها معك حق، ووضعت الصحف على الارض، وقررت عدم الكتابة، لكي لا احمل محمود عبئا آخر.
وحكيت هذه القصة الى كل من سألني لماذا لم اكتب عن محمود عندما تركني عفوا تركنا..
الى ان ذهبت يوما الى العراق، لكي ادرب الاعلاميين هناك على كتابة الخبر والريبورتاج، كنت جالسة في احد المطاعم مع احد الزملا من الأكراد العراقيين، واقترب من رجل، وحيا زميلي، الذي قدمني له انني صحافية من فلسطين، فسألني الرجل: هل تعرفين محمود درويش؟
قلت : طبعا
فقال : انا صديق محمود درويش منذ اصغر وكنت اعتقد ان محمود درويش كردي.
ولم ينتبه لدهشتي، قال: اكتشفت ان محمود درويش عربي، عندما كان عمري 16 عام، كنت في ايران اتمشى في سوق الكتب، ورأيت صورة محمود درويش على احد الكتب، ومكتوب بالعربي، سألت صاحب البسطة لماذا كتب بالعربي على صورة محمود درويش، فقال لي بائع البسطة، لأنه عربي، وفوجئت كيف لهذا الرجل ان يكتب عن الاكراد افضل من كردي.
تلك الحادثة التي دفعتني للكتابة عن محمود درويش، كان قد مضى عاما على وفاته، وكتبت البحث عن محمود درويش في كردستان، وارسلت التحقيق لحسن خضر، الذي اصر ان يحقق امنية محمود بايصال عدد الكرمل الى رقم 90، لكن لم ينشر حسن التحقيق، واكتفى بنشر قصيدة للشاعر شيركو بيكس كتبها بعد وفاة محمود، وكان قد ترجمها من اجلي ذات الميل الذي شهد تفجر عواطفي عند لقائي بذلك الرجل الذي اعتقد ان محمود هو شاعر كردي.
وما زلت عاتبة على حسن، على اهماله لي، الى ان قال لي في هذا اللقاء الأخير، بأنه سينشره قريبا، في مناسبة، بما انه سيعيد استمرارية مجلة الكرمل.
ليس لانني صديقة لمحمود درويش، والحقيقة انا لم اعتقد يوما ان محمود درويش اعتبرني صديقة له، لكن انا اعتبرت نفسي صديقه له، ولا احد يستطيع سلبي اعتقادي هذا.
جول انا صديقة من بين المليون صديق من اللذين سيظهرون في الغد القريب، انت ايقونة الشعب الفلسطيني ، تماما مثل محمود درويش، والايقونة لا تموت، بل تحيى الى الابد من خلال حب الاعمال التي تركتها لنا، تماما مثل قصيدة محمود درويش التي لم تمت.
انت صديق جنين واطفال جنين، وانت صديق لسكان الشاطئ وبلاطة والدهيشة، وانت صديق كل من سيتعرف عليك، وكل منهم سيحكي قصته معك، مثل هلا الذي تعرف بك في ذات يوم اختطافك.
جول، انا شخصيا سالتقيك كلما التقيت بصديق جديد لك، ليحكي لي قصة لقائه الاول بك.
الى سبارتاك وعبير وجميع افراد عائلة جول، من ابن وزوجة، لا تضيقوا باصدقاء جول من الملايين، فنحن عشنا شيء منه.
من الصديقة امتياز دياب