Wednesday, February 9, 2011

نحن بحاجة الى ثورة عربية ثالثة لكي نتحدث عن ثورة عربية كبرى: زكريا محمد


كان هناك مرة حدث سمي باسم: الثورة العربية الكبرى. لكنه لم يكن ثورة ولا عربيا ولا كبيرا. كان مجرد تمرد صغير على الأتراك المنهكين- دفعت به سياسة التتريك المجنونة جزئيا - ودبره الإنجليز وغذوه فعليا، واستخدموه لصالحهم. أي أنه لم يكن في الواقع عربيا إلا بشكل جزئي. بل لعل الوصف الأصدق له أنه كان ثورة إنجليزية، لتسهيل دحر الأتراك بأقل قدر من الخسائر، وتحقيق المشروع الصهيوني.

أما الجزء العربي لهذا التمرد فقد كان شاميا (بلاد الشام). كان التمرد وهما شاميا كاملا. لم تشترك فيه مصر التي كانت تتحس عنقها من نوايا الإنجليز ومؤامراتهم. وترى فيه مؤامرة إنجليزية لاحتلالها. وقد صدق ظنها. الشوام فقط هم من ظنوا أنها ثورة، وأنها ستحرر العرب. رقص الكثير منهم لها. رقصوا في شوارع دمشق وبيروت والقدس، لكي يكتشفوا أنها ثورة أدت إلى تثبيت المشروع الصهيوني في فلسطين.

والآن يمكن القول أنه ما كان على العرب أن يشاركوا في ذلك التمرد أبدا. كان عليهم أن يتركوا بريطانيا وحدها في مواجهة العثمانيين كي تخرج مدماة يسهل تهديدها وفرض الشروط عليها. لكن التاريخ يخلق أوهاما يجعلنا نجري وراءها.

لم تكن ثورة.. كانت تمردا.

لم تكن عربية... كانت وهما شاميا فقط.

ولم تكن كبرى أبدا.

الآن نحن بانتظار تكريس الثورة العربية الكبرى الحقيقية.

الآن نحن بحاجة إلى حدث ثالث لكي تكون لنا ثورة عربية كبرى. حدث ثالث فقط. فقدر هذه الثورة لن تنصب إلى على ثلاثة أحجار. نحن بانتظار من يقدم لنا الحجر الثالث. هناك دلائل، في ما يبدو، على أن طرابلس الغرب تفكر في أن تقدم حجر القدر الثالث، الأثفية الثالثة. فالقدر تريد أثافيّها الثلاث من دون نقصان.

لكن من يدري ربما فكرت مراكش في ذلك، أو ربما جدة في الجزيرة العربية؟!

نحن بانتظار هذا الحجر كي ننصب القدر، ونعلن قيام الثورة العربية الكبرى.

غير أن جميع الأنظمة تضغط الآن كي تثبت أن الحجر المصري ليس موجودا أصلا. تريد أن تبقي مبارك بأي ثمن كان كي لا يكون لدينا سوى حجر واحد هو الحجر التونسي.

وحجر واحد يمكن تكسيره بالمطارق، وإعادة الأمور إلى نصابها القديم.

لذا، يجب أن ندفع بكل ما نملك لغرز الحجر المصري في الأرض. فثبوته سوف يدفع باليد التي تقد الحجر الثالث..

نحن بحاجة إلى حدث عربي آخر، بعد الحدث التونسي والحدث المصري، لكي نتحدث عن (الثورة العربية الكبرى).

حدث واحد: في طرابلس الغرب، أو الدار البيضاء، أو دمشق، أو عمان، أو الرياض. يكفي حدث واحد لكي نعلن أننا أمام: (الثورة العربية الكبرى).

كان هناك مرة حدث سمي باسم: الثورة العربية الكبرى. لكنه لم يكن ثورة ولا عربيا ولا كبيرا. كان مجرد تمرد صغير على الأتراك المنهكين- دفعت به سياسة التتريك المجنونة جزئيا - ودبره الإنجليز وغذوه فعليا، واستخدموه لصالحهم. أي أنه لم يكن في الواقع عربيا إلا بشكل جزئي. بل لعل الوصف الأصدق له أنه كان ثورة إنجليزية، لتسهيل دحر الأتراك بأقل قدر من الخسائر، وتحقيق المشروع الصهيوني.

أما الجزء العربي لهذا التمرد فقد كان شاميا (بلاد الشام). كان التمرد وهما شاميا كاملا. لم تشترك فيه مصر التي كانت تتحس عنقها من نوايا الإنجليز ومؤامراتهم. وترى فيه مؤامرة إنجليزية لاحتلالها. وقد صدق ظنها. الشوام فقط هم من ظنوا أنها ثورة، وأنها ستحرر العرب. رقص الكثير منهم لها. رقصوا في شوارع دمشق وبيروت والقدس، لكي يكتشفوا أنها ثورة أدت إلى تثبيت المشروع الصهيوني في فلسطين.

والآن يمكن القول أنه ما كان على العرب أن يشاركوا في ذلك التمرد أبدا. كان عليهم أن يتركوا بريطانيا وحدها في مواجهة العثمانيين كي تخرج مدماة يسهل تهديدها وفرض الشروط عليها. لكن التاريخ يخلق أوهاما يجعلنا نجري وراءها.

لم تكن ثورة.. كانت تمردا.

لم تكن عربية... كانت وهما شاميا فقط.

ولم تكن كبرى أبدا.

الآن نحن بانتظار تكريس الثورة العربية الكبرى الحقيقية.

الآن نحن بحاجة إلى حدث ثالث لكي تكون لنا ثورة عربية كبرى. حدث ثالث فقط. فقدر هذه الثورة لن تنصب إلى على ثلاثة أحجار. نحن بانتظار من يقدم لنا الحجر الثالث. هناك دلائل، في ما يبدو، على أن طرابلس الغرب تفكر في أن تقدم حجر القدر الثالث، الأثفية الثالثة. فالقدر تريد أثافيّها الثلاث من دون نقصان.

لكن من يدري ربما فكرت مراكش في ذلك، أو ربما جدة في الجزيرة العربية؟!

نحن بانتظار هذا الحجر كي ننصب القدر، ونعلن قيام الثورة العربية الكبرى.

غير أن جميع الأنظمة تضغط الآن كي تثبت أن الحجر المصري ليس موجودا أصلا. تريد أن تبقي مبارك بأي ثمن كان كي لا يكون لدينا سوى حجر واحد هو الحجر التونسي.

وحجر واحد يمكن تكسيره بالمطارق، وإعادة الأمور إلى نصابها القديم.

لذا، يجب أن ندفع بكل ما نملك لغرز الحجر المصري في الأرض. فثبوته سوف يدفع باليد التي تقد الحجر الثالث..