Wednesday, February 9, 2011

عشت وشفت وحلمت وبكيت وبعدين جاء الفرج وأجاك يومك يا ابن الكرسي: حبيب عيسى

هكذا اجتاز العالم عتبة القرن الواحد والعشرين وهو ينشد الانعتاق من الاستغلال والعنصرية والنظم المستبدة وينشد الحرية والمساواة والعدالة الاجتماعية والتخلص من رواسب عصور القرصنة والهيمنة وبدأت شعوب في أمريكا اللاتينية وآسيا وإفريقيا تنشد التقدم والتطور ، وحده الشعب العربي بدا وكأنه يجتاز عتبة القرن الواحد والعشرين ، وهو يعود القهقرى إلى ماقبل سايكس بيكو ووعد بلفور والاحتلال الأوربي والعثماني والمغولي يوجع ظهره ضرباً بسياط صفين والجمل وداحس والغبراء وقبائل عبس وملاحم الزير سالم وتغريبة بني هلال ... فبعدت المسافة بين العرب والعالم المتقدم أصلاً الذي واصل تقدمه وراكمه ، وصعدت الشعوب من أمريكا اللاتينية وإفريقيا وآسيا التي كانت إلى سنوات قريبة أكثر تخلفاً من العرب ، فتجاوزتهم ، لتلحق بركب التقدم العالمي ...



لقد حلمت بهذا اليوم منذ أربعين عاماً ، وكان أقرب المقربين يجزم أنني واهم ، وأنني لم أراه ... الآن ، رأيته ، ورأيتهم استمعت إليهم ، سالت دموعي ، كما لم أعهدها غسلت كل أحزاني ، يكفي أنني عشت بداية عصر هؤلاء الشباب العربي الرائع ، ورغم القلق ، وإدراك المخاطر ، والخوف من مكائد قوى الغدر والعدوان ، ستنتصر ثورة الشباب العربي ، لا أعرف لماذا يسكنني شعور بالاطمئنان ، لاحدود له ، بأن الجيل العربي الجديد قد خرج من تحت عباءة جيلنا ، وهزائمه ، وخيباته ، وأن هذا الجيل العربي الجديد سيعرف كيف يبني جمهورية عربية متحدة تشمل وطن الأمة وشعبها بين المحيط والخليج تحقق العدل والمساواة والتقدم والحرية ... وسيعرف كيف يحافظ عليها ويحصنها من عوامل الانفصال ، قد لايمتد بي العمر كي أحتفل بها ، لكنني سأغادر وأنا على يقين أنهم سيشيدون بنيانها الشامخ ....

لهذا قلنا في حديث الثلاثاء الماضي : لاصوت يعلوا على صوت الشباب العربي في ميدان التحرير بالقاهرة وميادين التحرير في الإسكندرية والسويس والإسماعيلية والمحلة وطنطا والمنصورة وأسيوط والأقصر ودمنهور والكاف وتونس والقيروان وصفاقص وابوزيد والقصرين ، الكلام لهم ، والرأي لهم ، لهم المجد ، وللشهداء وللدماء الطاهرة ننحني إجلالاً واحتراماً ...والثورة مستمرة ، وغداً يوم جديد ... يوم عربي آخر ...!