إن المؤتمر الناصري العام إذ يحيي الشعب العربي في ليبيا في ثورته الباسلة ضد الاستبداد والعسف وتزييف شعارات الجماهير ويعتز بالشهداء الذين سقطوا لإحقاق كلمة الشعب وإسقاط حكم الظلم والطغيان ، ليستنكر ويدين المجازر التي يرتكبها نظام القذافي ولجوئه إلى مواجهة هبة الشعب السلمية باستخدام فرق المرتزقة وجلاوزة لجانه المسماة زوراً بالثورية وإطلاق الرصاص الحي وقذائف المدفعية على الجماهير العزلاء إلا من إيمانها بحقها في تقرير مصيرها وتصميمها على تحرير إرادتها وتحقيق حكم ديموقراطي حقيقي تتجسد فيه سلطة الشعب فعلاً لا إدعاءً وتدجيلاً.
لقد كان أحرى بالعقيد القذافي الاتعاظ من درس الثورتين العظيمتين في تونس ومصر والاقتناع أن الشعب لايمكن أن يحكم بالإكراه ، ولكن جنون العظمة وتوهم الصوابية المطلقة أعمته وقادته إلى مصير بائس ونهاية مخزية لا تليق بالبداية الواعدة لما انطلق مع رفاقه الضباط الأحرار في فاتح سبتمبر عام 1969 . لقد صفى رفاقه الواحد تلو الآخر ، وابتعد متخبطاً في مساره من النقيض إلى النقيض ؛ من العروبة إلى الكفر بها ، من الثورية ومساندة حركات التحرير إلى الارتماء الذليل أمام أمريكا والغرب مسلما مشاريع ليبيا النووية ومبذراً ثروة الشعب رشاوى للقوى الغربية لترضى عن حكمه ، ومن الاشتراكية والبيت لساكنه والثروة والسلطة والسلاح للشعب إلى إفقار الشعب وبطالة الشباب في دولة من أغنى الدول النفطية . ومن سلطة الشعب التي يزعم إلى تسلط على الشعب ودولة تدعىى بالجماهيرية تثور الجماهير الآن ضدها !
لقد أصم أذنيه طويلاً عندما حاورناه وذكرناه بماضيه الثوري وبانطلاقته الأولى فأبى واستكبر واصر أنه هو العالم بكل شي والمجدد الذي يجب أن تسعى إليه كل القوى الساعية للتغيير وأن كتابه الأخضر فيه الوصفة السحرية لكل مشاكل الإنسانية ، وأن من تحزب خان وأن الديموقراطية تدجيل ، وأن التخبط السياسي والاقتصادي وفشل التنمية في ليبيا تحت حكمه انما هو النجاح المؤكد.
إن هذه النهاية المأساوية لهذا النظام لدرس لكل الحركات العربية التي ترفع شعارات التغيير من أن ادعاء الصوابية المطلقة وإقصاء الآخرين والتحول إلى بديل عن الشعب ستؤدي بها إلى عكس ما ترفع حتى ولو ظلت ترفع أقصى شعارات الثورية والشعبية .
إن الشعب العربي في ليبيا وهو ينتفض مواصلاً الثورة العربية الشاملة المتفجرة من البحرين إلى مراكش على امداد الأرض الغعربية بأسرها ، ليؤكد الحقيقة الخالدة أن الشعب هو القائد والشعب هو المعلم كما قالها يوماً جمال عبد الناصر .
تحية إلى الشعب الليبي البطل في ثورته المجيدة
والمجد والخلود والرحمة لشهدائه الأبرار
وإنها لثورة عربية شاملة حتى تطهير كل الوطن العربي بإذن الله
د. خالد الناصر
رئيس المؤتمر الناصري العام