من منا لم يعرف الخوف؟
جميعنا خفنا اكثر من مرة في حياتنا...
وجميعنا تحدث عن قصته مع الخوف، وحاولنا وصف مشاعر الخوف بدقة، القلب يرتعش، واليدان ترتعشان، واللسان يجف، ثم تصبح القصة اسطورة.
لكن ان تخاف، ولا تستطيع التعبير عن الخوف، بسبب الخوف من الذي سبب لك الخوف، فهذا لا يطاق، وان تخاف اربعين عاما... ماذا يعني ذلك؟
من خلال عملي كمراسلة لعدة وسائل اعلامية على مدار سنوات طويلة، قابلت جميع الوزراء من العالم العربي، وعدد من الرؤساء، وزوجاتهم، وامرائهم وخبرائهم قاطبة ، وذلك دون مبالغة، مع كل واحد منهم لدي قصة، احيانا طريفة، واخرى محزنة وغيرها مثيرة للغضب، وبعضها مثير للسخرية والضحك حتى الغرق في الضحك لمدة دقائق، واحدة منها، عندما اتى وزير الخارجية في اليمن.
كنت انتظر دوري لاجراء مقابلة معه كان بانتظار تحضير كاميرة تلفزيون العربية، وقف الوزير واصبعه في انفه ينظفها.
انا شخصيا صعقت من المشهد، فهرعت الى شخص يعمل في السفارة في جنيف، فنبهته محذرة الى فعلة الوزير، فما كان منه الا وتراجع ، ورفض ان يحذر الوزير، فذهبت الى سكرتيرة مكتبه، وسالتها ان تحذره، فابيض وجهها هلعا من المهمة.
فما كان مني الا و اقوم بالعملية الفدائية انا بنفسي، وتقدمت منه، وهمست باذنه بانني اود الحديث معه على انفراد، فتنحينا جانبا، وقلت له حرفيا" معالي الوزير، هنا في هذا البلد، يعتبر وضع الاصبع في الانف وكأنك لا تحترمهم، ويعتبرون هذه الحركة اهانة دبلوماسية".
فطبطب على ظهري وشكرني، اعتقد ان هذه الحاثة بالذات، ربطت اواصر الصداقة بيني وبين الدبلوماسي اليمني في جنيف.
وفي احدى المقابلات مع دبلوماسي ليبي، ولا استطيع قول مهنته، لان النظام لم يسقط بعد، كما انه موجود الآن مع عائلته في بلد عربي، تحسبا للاوضاع، وبما ان منصبه خطير جدا، واختيار هذا الوقت لغيابه عن ليبيا، اعطاني البرهان بان النظام ساقط لا محالة.
ان النظام خائف، لا يعقل ان يذهب هذا الرجل الى بلد عربي آخر في وقت يحتاج اليه معمر وابنه سيف، الا اذا كان مقتنعا بقرب النهاية.
الشعب الليبي خاف لاكثر من اربعة عقود، وهذا الدبلوماسي عندما كان يلتقي معي، كان يهمس همسا بمعلومات لا خوف منها، ولا قيمة اعلامية لها، لكنه كان يهمس بها وكانها سبق صحفي لا مثيل له.
اربعون عاما من الخوف، اربعون عاما من الهمس، واربعون عاما بانتظار لحظة الارض المحروقة التي هدد بها سيف ( وهو الآخر لدي قصة معه سأحكيها لكم في فرصة اخرى، ولا تقولوا لي لماذا لم تحكي من قبل، لانني كنت سارد عليكم واقول بسبب خوف الوسائل الاعلامية التي عملت بها، فلا حاجة لفتح الجروح ودعونا في الموضوع الاهم).
بالامس هدد سيف الشعب الليبي بالويل وبالسيف، وتناسى سيف انه مارس هذا التهديد هو ووالده على مدار سنين عمره، وغاب عن بال سيف، بأنه لا يوجد أكثر من الخوف الذي عاشه الشعب الليبي.
غداً، سيجد سيف نفسه هو وابوه على جزيرة افريقية مجهولة الهوية، وليس على شواطئ موناكو او بحيرة الليمان في جنيف.
لأت الغرب الذي يحميه الآن، هو غير الغرب الذي سيهرع لحماية مع مصالحه، وسيحاول ربط الجسور مع شعب لم يحرك من اجله ساكنا.
جميعنا خفنا اكثر من مرة في حياتنا...
وجميعنا تحدث عن قصته مع الخوف، وحاولنا وصف مشاعر الخوف بدقة، القلب يرتعش، واليدان ترتعشان، واللسان يجف، ثم تصبح القصة اسطورة.
لكن ان تخاف، ولا تستطيع التعبير عن الخوف، بسبب الخوف من الذي سبب لك الخوف، فهذا لا يطاق، وان تخاف اربعين عاما... ماذا يعني ذلك؟
من خلال عملي كمراسلة لعدة وسائل اعلامية على مدار سنوات طويلة، قابلت جميع الوزراء من العالم العربي، وعدد من الرؤساء، وزوجاتهم، وامرائهم وخبرائهم قاطبة ، وذلك دون مبالغة، مع كل واحد منهم لدي قصة، احيانا طريفة، واخرى محزنة وغيرها مثيرة للغضب، وبعضها مثير للسخرية والضحك حتى الغرق في الضحك لمدة دقائق، واحدة منها، عندما اتى وزير الخارجية في اليمن.
كنت انتظر دوري لاجراء مقابلة معه كان بانتظار تحضير كاميرة تلفزيون العربية، وقف الوزير واصبعه في انفه ينظفها.
انا شخصيا صعقت من المشهد، فهرعت الى شخص يعمل في السفارة في جنيف، فنبهته محذرة الى فعلة الوزير، فما كان منه الا وتراجع ، ورفض ان يحذر الوزير، فذهبت الى سكرتيرة مكتبه، وسالتها ان تحذره، فابيض وجهها هلعا من المهمة.
فما كان مني الا و اقوم بالعملية الفدائية انا بنفسي، وتقدمت منه، وهمست باذنه بانني اود الحديث معه على انفراد، فتنحينا جانبا، وقلت له حرفيا" معالي الوزير، هنا في هذا البلد، يعتبر وضع الاصبع في الانف وكأنك لا تحترمهم، ويعتبرون هذه الحركة اهانة دبلوماسية".
فطبطب على ظهري وشكرني، اعتقد ان هذه الحاثة بالذات، ربطت اواصر الصداقة بيني وبين الدبلوماسي اليمني في جنيف.
وفي احدى المقابلات مع دبلوماسي ليبي، ولا استطيع قول مهنته، لان النظام لم يسقط بعد، كما انه موجود الآن مع عائلته في بلد عربي، تحسبا للاوضاع، وبما ان منصبه خطير جدا، واختيار هذا الوقت لغيابه عن ليبيا، اعطاني البرهان بان النظام ساقط لا محالة.
ان النظام خائف، لا يعقل ان يذهب هذا الرجل الى بلد عربي آخر في وقت يحتاج اليه معمر وابنه سيف، الا اذا كان مقتنعا بقرب النهاية.
الشعب الليبي خاف لاكثر من اربعة عقود، وهذا الدبلوماسي عندما كان يلتقي معي، كان يهمس همسا بمعلومات لا خوف منها، ولا قيمة اعلامية لها، لكنه كان يهمس بها وكانها سبق صحفي لا مثيل له.
اربعون عاما من الخوف، اربعون عاما من الهمس، واربعون عاما بانتظار لحظة الارض المحروقة التي هدد بها سيف ( وهو الآخر لدي قصة معه سأحكيها لكم في فرصة اخرى، ولا تقولوا لي لماذا لم تحكي من قبل، لانني كنت سارد عليكم واقول بسبب خوف الوسائل الاعلامية التي عملت بها، فلا حاجة لفتح الجروح ودعونا في الموضوع الاهم).
بالامس هدد سيف الشعب الليبي بالويل وبالسيف، وتناسى سيف انه مارس هذا التهديد هو ووالده على مدار سنين عمره، وغاب عن بال سيف، بأنه لا يوجد أكثر من الخوف الذي عاشه الشعب الليبي.
غداً، سيجد سيف نفسه هو وابوه على جزيرة افريقية مجهولة الهوية، وليس على شواطئ موناكو او بحيرة الليمان في جنيف.
لأت الغرب الذي يحميه الآن، هو غير الغرب الذي سيهرع لحماية مع مصالحه، وسيحاول ربط الجسور مع شعب لم يحرك من اجله ساكنا.