حضور لافت للمثقفين والفنانين العراقيين في ساحة التحرير، التي تشهد مظاهرات حاشدة منذ الخامس والعشرين من فبراير/شباط الماضي، كما أن الفنانين شاركوا في التظاهر على طريقتهم فقدموا مسرحيات ورسومات. وأكدوا أنهم ماضون في التظاهر حتى تحقيق مطالب الشعب العراقي.
وقدمت فرقة "بلياتشو" مسرحية وصفها مخرجها قيس القريشي بأنها أقرب إلى العمل الارتجالي حيث تم ترتيبها في أيام قليلة بعد أن اقتنع المشاركون بضرورة دعم المتظاهرين بأعمال فنية.
وأوضح المخرج العراقي في حديث للجزيرة نت أنه تم اعتماد الأسلوب الساخر في مخاطبة المسؤولين في الحكومة العراقية، و"عبرنا عن مطالب الناس من خلال العبارات الانتقادية اللاذعة التي تحمل بين طياتها الاحتياجات اليومية الكثيرة التي ينادي المتظاهرون بتحقيقها".
وخاطب الممثلون الخمسة جمهور المتظاهرين بقولهم "إننا نمثل أطفال العراق الذين يجدون صعوبة في المشاركة في هذه المظاهرة، بعد أن تم منع الحركة للمركبات، إضافة إلى تخوف العوائل من تعرض الأطفال للضرب أو الاعتقال، كما حصل في مظاهرة الجمعة الماضية".
عرض مسرحي طالب بحقوق الأطفال (الجزيرة نت)
أهمية المشاركة
وقالت الفنانة العراقية عواطف نعيم، التي شاركت المتظاهرين في ساحة التحرير، إن المسرح أحد أدوات التغيير، وعندما يجد المتظاهرون الفنانين والمثقفين بينهم ويشاركون في مطالبهم يدركون أهمية وثقل مظاهرتهم.
وتضيف للجزيرة نت من وسط المظاهرة إن "عروض الأعمال المسرحية ستزداد، وعندما نجد مبادرات بهذه السرعة استجابة لمطالب العراقيين فإننا نشعر بحيوية الفن العراقي الذي لن يتوقف رغم تعرضه للكثير من الضغوطات".
وتتابع "لقد قررنا أنا وزوجي الفنان عزيز خيون قطع المسافة مشيا على الأقدام للمشاركة في هذا الحشد الذي يطالب بتحسين الخدمات وتوفير الأمن ومحاربة المفسدين".
ومنذ ساعات الصباح الأولى حضر عدد من الأدباء والمثقفين، وشاركوا المتظاهرين هتافاتهم، ومن بين المشاركين الشاعر المعروف حميد قاسم، والقاص الروائي شوقي كريم، والأديبة خيال الجواهري ابنة الشاعر الكبير محمد مهدي الجواهري، ونقيب الفنانين العراقيين صباح المندلاوي.
ولخص المندلاوي مطالب شريحة المثقفين بعدة نقاط حصرها في حديثه للجزيرة نت في ضرورة وجود من يمثل المثقفين في البرلمان، وإطلاق أسماء الرواد المبدعين على ساحات وشوارع بغداد ومدن العراق الأخرى، كما طالب بسن قوانين تحمي حقوق الفنانين. وأكد على استمرار المظاهرات، وقال إنها لن تتوقف قبل تحقيق جميع المطالب التي يهتف بها شباب العراق.
رسوم كاريكاتيرية انتقدت السياسيين والنواب (الجزيرة نت)
رسوم كاريكاتيرية
وتحت نصب الحرية الذي يتوسط ساحة التحرير بوسط بغداد، توزعت مجموعة رسوم كاريكاتيرية، تصور المسؤولين وهم يرمون بوعودهم للعراقيين قبل الانتخابات، وكيف أغلقوا أفواههم بعد أن جلسوا في مقاعد المسؤولية.
وهذا الرسم الكاريكاتيري يتناغم وأحاديث العراقيين الانتقادية في مختلف وسائل الإعلام، التي يؤكدون خلالها أن جولات المسؤولين العراقيين الكثيرة توقفت فجأة مع انتهاء الحملة الانتخابية، وأن وعدا واحدا لم يتحقق من تلك الحزم الكبيرة من الوعود.
ويقول الفنان المعروف جبار محيبس الذي حضر مع المتظاهرين، إنه سيعرض مسرحية خلال الأيام المقبلة، يضيف في حديث للجزيرة نت أنه استوحى أحداثها من المظاهرات واختار لها اسم "صرخة معزوفة موسيقية"، مؤكدا أن العرض الأول سيكون في عيد المرأة بساحة كهرمانة التي ستشهد مظاهرات أيضا.