Monday, March 7, 2011

وراء كل دكتاتور امرأة : امتياز دياب


تحتفل النساء في الثامن من آذار باليوم العالمي للمرأة.

قررت الأمم المتحدة لهذا العام عنوانا لاحتفالات هذا العام، الأزمة المالية التي راحت ضحيتها المرأة.
كان حريا بالمسئولين تغييره ولو في آخر لحظة، او على الأقل إضافة هدفا فرعيا، وهو الحرية و الانعتاق من دكتاتورات بلدان، قبضوا على الحريات ما يقارب نصف القرن في بعض الحالات.
و تخصيص ساعة من الوقت، للتحذير من المرأة التي اقترنت بدكتاتور والتذكير بان المرأة عندما تتمكن من السلطة، تخرج لها أنياب و أظلاف، والواجب الحذر منها، والذي لا يعجبه ذلك، فليتفت الى الوراء ويرى ليلى طرابلسي وسوزان مبارك. او ليلتفت على اليمين ويرى الشيخة موزة والملكة رانية، وعلى اليسار أسماء الأسد.
كلنا قرءنا عن الثروات التي امتلكتها زوجات الدكتاتورات، لكن هناك زوجات او عشيقات، ما زلن ينهبن دون رقيب، ا ويسحقن أخواتهن من النساء في أماكن العمل.
والمصيبة الكبرى، قلة هن اللاتي وصلن الى مناصب تتحكم في رقاب الآخرين، وأقول مصيبة، لان قلة العدد هذا، سببه هن النساء، لأنهن وصلن الى المنصب غالبا عن طريق رجل، وليس لانهن عباقرة أزمانهن. وعندما يكن قلة، فالمصيبة تكبر، لأنهن لا يرغبن ابدأ بامرأة أخرى الى جانبهن، وهذا بسبب محدودية ثقافتهن.
وللذين يقولون ان هذا ليس وقته، أقول لا....كفاية ( على طريقة الثورات).
ان هذا هو الوقت الأنسب بإجبار الرجال، بان يضموا نساء في مرحلة كتابة الدستور المصري او التونسي، لان النساء خرجن والى ميادين التحرير والقصبة، في مصر في تونس في البحرين، ونحن لا نريد هبة من احد.
ولا يعقل ان تطالب المرأة بطاعة القانون الذي لم تساهم في كتابته!!
بل هذا حق للمرأة التي قدمت وضحت، وكفانا نداءا بالحقوق الطبيعية، ومن هو الذي وضع الرجل في مركز قادر على إعطاء هذا الحق او ذاك؟، هذا الاعتقاد بحد ذاته، هو انتهاك لحقوق الإنسان.
لكن أيضا لا يجب ان تتوقف عملية التطهير، بعزل سوزان وليلى ورانية وأسماء وموزة، و مطالبتهن بإعادة الأموال التي سلبنها وبذرن ملايين منها في خزائن مصممي الأزياء في ايطاليا وفرنسا.
بل يجب ان يطال العقاب جميع النساء اللاتي تعينّ من رجل يسيل لعابه كلما لوح الريح بتنوره .
وصدقوني هاته النسوة هن بذات الخطر، وذلك لان لديهن علاقة يومية مع البشر.
ومعاملتهن ليست سيئة فقط ، بل هي استعبادية متعالية وغبية.
حدثتني صديقة لي عن مؤسسة كانت تعمل فيها، وكانت مديرتها زوجة رجل يده (طايلة) عند المسئولون الكبار. وهذا كل ما تملكه هذه السيدة، كانت تنادي على صديقتي، وكانت صديقتي تسمي هذه الفقرة( بفقرة التفكير بجريمة انتحارية) تقف السيدة المديرة وتضع يديها على خاصرتيها وتبدأ بالردح على طريقة الأفلام المصرية التي تبدأ ب (يادلعدي).
عاشت صديقتي ثلاث سنوات من الرعب والبحث عن عمل آخر، وقد حالفها الحظ بعمل أفضل، وراتب أكبر، لكنها ما زالت تعطي من وقتها ساعة من الزمن يوميا للاستماع الى تظلمات زميلاتها في المكتب القديم.
وصديقة أخرى، حكت لي كيف شهدت، صراخ مديرة مركز أبحاث تابع لإحدى الجامعات الطامحة الى مركز عالمي.
بدأ المشهد، بالنداء بأعلى صوت تملكه (......) منادية على موظفة نحيلة، وما ان لاح جسد المسكينة في إطار الباب، حتى عوت عليها السيدة المديرة المسنودة من رئيس الجامعة الموقرة، بكلمات سوقية ، أقل ما فيها ( من الزنار وتحت).
ما اقترحه للنساء، هو تكوين لجنة رقابة.
يراقبن مدى احترام مكان العمل، والتأكد من عدم استعمال أساليب التخويف والتهديد بمصادر الرزق، وبمنع النساء من التحول الى غولة او شعشبونه، تمتص أي نوع من الإبداع، بحجة انه لا يستطيع احد ان يطاولها بعقاب.
يجب ان يكون لهذه اللجنة صفة قانونية، وميزانية تسمح بتوظيف محامين للدفاع عن خلق الله من المهانين، في مؤسسات تحكمها غيلات او غيلان من مصاصي ولصوص للإبداع .
الإصرار على الإشارة في الدستور في الأمور المتعلقة، بالحرية الشخصية، في مكان العمل، بتحديد عقاب كل من تسول له نفسه استغلال منصبه، ليس فقط بمنعه من تشغيل أبنائه او زوجته في ذات المكتب او المؤسسة التي يديرها، وإنما التشديد على احترام الإنسان الموظف وبحقه بالدفاع عن نفسه، ومن الاقتصاص من السيدة المديرة او السيد المدير.
ومشوار الثورة المصرية او التونسية، لا يتوقف عند الشفافية، وعدم الفساد المالي والأخلاقي، بل يجب ان يشمل التغيير، دور المرأة وحقها مثل الرجل بالحصول على المنصب الذي تستحقه، ان كان رئيسة دولة او رئيسة مؤسسة او جامعة، مع العناية بوضع جهاز رقابة منعا للتجاوزات.
لكن علينا ألا ان ننسى، عندما نر ديكتاتورا يعيث في الأرض فسادا، حتما هناك امرأة ورائه تسانده وربما توحي له وتغريه بالبطش بكل من يقول له كفاية.
وأخيرا اود تنبيه الجميع، الى ان المرأة التي تقف وراء الدكتاتور، افراد حاشيتها ليسو بالضرورة من الرجال، بل من النساء ايضا، وهن من النساء الطامحات لمناصب فاسدة مثل دكتاتور(تهن) السيدة الاولى.
فالملكة رانية لديها جيش من النساء اللاتي يدرن الفيس بوك لتحسين صورتها في العالم.
والشيخة موزة، هي الأخرى لديها جيش من النساء، يدرن لها مكتبها، وموظفاتها هن أسوأ منها بكثير، اذ هن بوابات المظالم، عندما يصل للشيخة مظلمة ما، فهن اللواتي يقررن السماح للمظلمة بالنفاذ او لا.
لقد سلمت مرة إحدى الموظفات في حاشية الشيخة، ظرفا به رسالة أطالبها ان تستعمل سلطتها، لكي تدفع لي إذاعة قطر اجري، التي عملت لديهم أثناء انعقاد مؤتمر منظمة التجارة العالمية في عام 2001 ، رأيت الموظفة تجري وراء الشيخة بعد خطاب لها، وصادفها دلوا للقمامة، فما كان بها إلا وألقت برسالتي فيه.
هذه الدكتاتورة الصغيرة،التي تنام على وسادة محشوة بأحلام الرخاء، هي حربنا الأولى، وهذا لا يعني ان لا نقتص من الرجل وننزل به عذاب العقاب.
وادعو النساء في هذا اليوم البحث عن نساء أغلقت الأبواب في وجوههن بسبب شجاعتهن، تلك الشجاعة التي نعتت جهلا على أنها جنون.