Thursday, March 3, 2011

حميد زنار: من لحس جزمة القذافي واستلم جائزته ، اقتراح بالانتحار السريع، والقائمة طويلة


لكل شخص ظروفه وأهدافه في هذه الحياة ولا أحد عاقل يطلب من غيره أن يكون بطلا انتحاريا أمام الطغاة. ولكن علينا أن نطالب من الناس وخاصة إن كانوا أدباء أن يلوذوا بالصمت على الأقل عندما لا تسمح لهم ظروفهم أو طموحاتهم مواجهة الحاكم المستبد و التافه أحيانا.
من حق المواطن أن ينتظر منهم عدم الوقوف إلى جانب المستبد بشكل صريح إذ ذاك تشجيع له على المضي في نهجه والاستمرار في غيّه. كيف يمكن أن يأتي أدباء من كل حدب عربي و صوب إلى الجماهيرية العظمى لمناقشة أدب القائد معمر القذافي وليحللوا مجموعة قصصية ساذجة شكلا و مضمونا وتحت يافطة مأجورة " القذافي كاتبا ومبدعا" ؟ كيف يمكن أن يشارك ناقد أدبي في وليمة دعائية يبذر من أجلها النظام الليبي ملايين الدولارات من أموال الشعب الليبي؟ كيف يتظاهر القوم بدراسة نصوص قصصية منسوبة للقائد كتبها له غيره؟ وحتى و إن كانت نصوصا خارقة للعادة، فهل يستحق صاحبها كل ذلك التطبيل وهو المستعبد لشعب كامل؟ ومن المضحكات المبكيات أن تقدم جائزة تحت مسمى "جائزة القذافي الدولية لحقوق الإنسان" ويزمر لها كثير من المتزلفين و هم يعلمون أن هذا البائس يعبث بحقوق الإنسان في ليبيا ويعتدي على البشر حتى خارج ليبيا و يعترف بجرمه و يدفع الملايين لأهل ضحاياه..

الجنازة عظيمة و الميت فأر.هل تستحق مجوعة القذافي القصصية "القرية القرية ،الأرض الأرض،و انتحار رائد الفضاء" كل ذلك الكم النقدي أم أن الأمر مجرد تملق و تكسب؟ ابراهيم الكوني درس المكان الأسطوري في تلك القصص! لو لا المأساة التي يعيش أهلنا في ليبيا لضحكنا من هول النكتة. و لا أكاد أن أصدق أن الروائي المبدع و الباحث المدقق واسيني الأعرج قد تناول " المدينة و المثال في مجموعة معمر القذافي القصصية"! و من الجزائر يكتب ناقد محترم آخر، نور الدين السد ، بحثا حول " الأبعاد الدلالية في الخطاب القصصي للقائد الأديب معمر القذافي" ! و من أرض الروائي الثائر كاتب ياسين أيضا يتحدث الشاعر عز الدين ميهوبي عن "البعد الإنساني في إبداعات معمر القذافي"! و لكن سرعان ما نحذف علامة التعجب حينما نتذكر أن الرجل شغل منصب وزير الإعلام و الاتصال في الجزائر و رئاسة اتحاد الكتاب الجزائريين و هو مدير المكتبة الوطنية الجزائرية اليوم! أما الدكتور عثمان بدري أستاذ النقد الأدبي الحديث بجامعة الجزائر فلا يتحرج أبدا و يعنون بكل جرأة "الدلالة المفارقة للمكان في الخطاب الأدبي للقائد، المبدع، معمر القذافي" . شر البلية ما يضحك. تلك عينة من قائمة طويلة تتضمن أدباء من معظم البلدان العربية، كلهم وجدوا في السفاح القذافي الأديب و المبدع. فهل يمكن أن يكون أديبا من يجد صعوبة حتى في الكلام بالدارجة الليبية؟ كيف استطاع الروائي الليبي ابراهيم الكوني أن يبقى صديقا وفيا لمجنون طرابلس مدة 40 عاما ؟ و لن أتساءل حتى عن الأسباب التي جعلت جابر عصفور يقبل جائزة معمر القذافي العالمية للآداب بقيمة 150 ألف دولار، فللرجل سوابق ولواحق والكل يعرف اليوم من هو هذا الرجل المنبطح. يعرف الناس أن الجائزة عادت إليه بعدما رفضها الشهم الإسباني غويتسولو مصرحا أن الأمر لا ينسجم مع أخلاقه و أنه لا يهادن الديكتاتوريات.
لو كنت مكان هؤلاء لاعتذرت للشعب الليبي بعد كل ما ارتكبه الأديب القذافي من مجازر