Wednesday, March 2, 2011

الفلسطينيون في ليبيا عادوا إلى بلدهم على متن طائرات أردنية (الأوروبية) :عاطف دغلس-نابلس

فلسطينيو ليبيا يشكون سفارتهمعاش الحاج أبو سامر من مدينة نابلس شمال الضفة الغربية أياما عصيبة بعد انطلاق أحداث الثورة الليبية يوم 17 فبراير/شباط الماضي، عقب انقطاع الاتصال مع ابنته لفترة ليست قصيرة، دون أن يقدم أحد المساعدة له أو لها على حد وصفه.

وقال أبو سامر (70 عاما) للجزيرة نت إن الاتصال بابنته انقطع بعد ثلاثة أيام من بدء الثورة، وإنه لم يعد حتى وقت قريب، مشيرا إلى أن ابنته التي تسكن منذ عشرات السنين ليبيا لم تتلق أي اتصال من السفارة الفلسطينية للاطمئنان عليها كما علم منها لاحقا.

وأشار إلى أن السفارة الأردنية هي من اتصلت بابنته وعائلتها للاطمئنان عليهم "رغم أنها لم تتصل هي بدورها بالمسؤولين الأردنيين أو غيرهم"، موضحا أن ذلك من دور وواجب السفارة الفلسطينية وليس الرعايا.

الطلبة ينفون
هي نفس الأيام عاشها الطالب يزن عودة من مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية وغيره من الطلبة الفلسطينيين في ليبيا، والتي كانت "مرعبة" لهم.

وقال عودة -الذي وصل إلى بلده الخليل الخميس الماضي- إن السفارة الفلسطينية ردت على مكالماتهم فقط خلال الأيام الأولى، "وبعد ذلك انقطع الاتصال، وعندما كنا نحاول الاتصال بهم وقت الحاجة لم يردوا علينا".

ونفى أن تكون أي جهة فلسطينية رسمية من السفارة أو غيرها قد لبت نداءاتهم وتجاوبت مع مكالماته وغيره من الطلبة الذين معه "المبتعثين أصلا" باستثناء اليومين الأولين، وقال إنهم لجؤوا للاتصال بالسفارة الأردنية التي "ردت علينا فورا، وكلمنا السفير نفسه ووعدنا بإرسال مركبة كي تقلنا للمطار".

وقال إنهم استطاعوا الوصول للمطار بظروف صعبة وقاسية، وإنهم تكبدوا تكاليف مادية عالية للوصول له، "لاستخدام طرق فرعية بسبب الأوضاع" إضافة لخوفهم من أي اعتداء قد يلحق بهم.

وأشار إلى أنه لدى وصولهم للمطار زارهم القنصل والسفير الأردني هناك، "ولم نلمح أي مسؤول أو سفير فلسطيني، رغم مكوثنا يومين بالمطار"، وأخبرهم المسؤول الأردني أنه "لا فرق بين فلسطيني وأردني" وأن الكل سيتم نقله إلى الأردن عبر طائرات عسكرية أو عبر طائرات الخطوط الملكية الأردنية، حتى أولئك الذين لا يملكون ثمن التذكرة.

وأضاف الطالب عودة أن البعض لم يكن يحمل جواز سفر أردنيا بل جوازا فلسطينيا ورغم ذلك قدمت السفارة الأردنية المساعدة له، لافتا إلى أن أحدا لم يخبرهم أن هذا التجاوب الأردني ربما يكون بتنسيق مع السلطة.

"السفير تيسير جردات مساعد وزير الخارجية الفلسطيني للشؤون العربية نفى أن تكون السلطة قد قصّرت، سواء على مستوى السفارة أو القيادة الفلسطينية، في خدمة الطلبة الفلسطينيين أو الجالية الفلسطينية بليبيا
السلطة تنفي
من جهته نفى السفير تيسير جردات مساعد وزير الخارجية الفلسطيني للشؤون العربية أن تكون السلطة قد قصّرت، سواء على مستوى السفارة أو القيادة الفلسطينية، في خدمة الطلبة الفلسطينيين أو الجالية الفلسطينية بليبيا.

وقال إن السلطة كانت منذ اليوم الأول على تواصل مع الطلبة الذين يتجاوز عددهم 150 طالبا، إضافة لتقديم المساعدة لأي من العائلات التي تريدها.

وأكد للجزيرة نت أن عددا من الطلبة وصلوا إلى فلسطين عبر طائرات أردنية بينما ينتظر قدوم الآخرين، كما شكلت السلطة حسب قوله "خلية أزمة" لربط الاتصال بين الأهالي في فلسطين وذويهم في ليبيا.

وأوضح أن السلطة لم تستلم طلبات كثيرة للخروج من العائلات الفلسطينية المقيمة في ليبيا، "فالجالية هناك تتجاوز ثلاثين ألفا، ومنهم من لهم منازلهم ووظائفهم وهم مستقرون هناك".

وأشار إلى أن أجهزة السلطة طلبت من دول عربية كمصر وتونس تسهيل سفر الفلسطينيين، نافيا أن يكون أي من الفلسطينيين طلب اللجوء لأي من الدول العربية.

ولفت السفير جردات إلى أن السلطة بصدد تناول ملفات 300 مواطن لا يحملون هوية فلسطينية، ووافقت إسرائيل على قدومهم إلى فلسطين بناء على طلب من القيادة الفلسطينية، مبينا أن هذا يستغرق وقتا وموافقة إسرائيلية على الأسماء المقدمة.

وكانت وسائل إعلام فلسطينية قد نقلت عن السفير الفلسطيني بليبيا قوله إن حالة الفلسطينيين جيّدة، وإنه تم تقديم مساعدات مالية لهم –لا سيما الطلبة منهم- لكن هذا ما نفاه الطلبة وأكدوا عكسه.