النعمان ومفهومي الكرامة والحرية
اقرأ خبر الاستقالة على هذا الموقع من خلال البحث عن عبد الله النعمان
الفرق الجوهري بين كثير من الإنتماءات البشريه بجانب العوامل البيولوجيه والجينيه هو ثوارنهم تحت خط مختلف بحيث لا يقبلون ما وراءه. قد يغضب العجم على مال مسلوب، وقد يغضب الأفارقه على لقمه عيش ومما يُميز العرب والمناطق المجاوره لهم هو ثورانهم على كرامتهم والشعور بالذل.
وإنطلاقا من ذلك، ممارسة الكذب والتضليل على ذوي الفضل والسعي لتشويه تاريخهم هو أعتى وأشنع الجرائم التي تمارس ضد الحرية والكرامة لا سيما إذا كان الكذاب والمُضلل ذي باع في مجال الكذب والتضليل وأصبح كعرقوب يضرب به المثل بين الناس. لفت إنتباهي خبر ورد في الصحيفة الإليكترونيه "المؤتمر نت" ليوم 15 مارس 2011 تحمل خبر تكذيب إستقالة عبدالله احمد نعمان ومنتقصين بنفس الوقت من قيمة الخبر. أنا لست هنا بصدد الدفاع عن رموز كهذه "لإنها لا تحتاج لدفاعي أنا" بقدر ما أستهجن بما تُملي على كرامتي وحريتي بعض ما جاء في الخبر.
ضمن الخبر المنشور "وذلك حتى يتمكن من الاقامة والحصول على إعانة مالية شهرية وجه بها فخامة رئيس الجمهورية له تقديرا لظروفه ومن جانب انساني" وفي هذا تضليل محض وجب دحضه، متى كان الوطن ملكا لعلي عبدالله صالح حتى يمنح من يشاء ويقدر ظروف من يشاء، لقد تناسى كاتب الخبر أن الرئيس علي عبدالله صالح فردا من أفراد هذا الشعب وإن كان منح السفير السابق شيئا "كما ذُكر" فمن خيرات الوطن التي هي ملك لليمنيين لا لعلي عبدالله صالح.
من المعضلات المزمنه نسيان التأريخ والحقائق، ومن الخزي والعار نسيان أن من يتكلمون عنه هو السفير عبد الله النعمان، نجل احمد النعمان، عضو المجلس الجمهوري ورئيس الاسبق وشقيق الشهيد محمد احمد نعمان، نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية الذي اغتيل في بيروت عام 1974 وحفيد الشهيد عبد الوهاب النعمان الذي اعدمه الامام اثر فشل الثورة الدستورية عام 1948، هو من أعرق الأسر على الإطلاق في تأريخ اليمن، لم يؤخذ عنهم يوما سرقه مال عام أو نداء بطائفية او تعصب أعمى، كل ما قدموه هو وطن بمعنى وطن، كل ما قدموه هي دماؤهم الطاهره في حين أقرانهم من الأسر الأخرى كان كالطفيليات يقتاتون من دمائهم ليصلوا الى الحكم. عجبا!
اقرأ خبر الاستقالة على هذا الموقع من خلال البحث عن عبد الله النعمان
كم هوالظلم عندما تُشوه هذه الحقائق على مرى ومسمع الكل من دون حياء ولا حتى إستحياء!!
ولا أجد أروع من وصف الموقف ألا بكلماتهم حين قالوا هم:
تمشي الوقاحة في ارضي مبجلةُ
كأنها تحفة من اندر التحفِ
أقولها كشاب يُقدر لآل النعمان حقهم، كشاب حُر لا يقبل التضليل ولا الكذب حتى على الرئيس نفسه، أقولها كيمني كريم تعلم حب الوطن من بيت النعمان لما سطروه من اروع المواقف وأثبتها على الإطلاق، لقد والله قلتم وصنعتم وأتممتم واجباتكم على أكمل وجه، وأنتم تأج يُوضع على الرؤس في زمن الكذب والتضليل وجعْلِ اليمن ملكا لعلي عبدالله صالح يهب من يشاء ويُقدر من يشاء وينزع الوطنيه من مَن يشاء وينسف تأريخ من يشاء.
لا بارك الله بمن يسمع الكذب والتضليل ثم يقبع صامتا، ولا بارك الله في كرامة وحرية تختبئ في الأحشاء حتى يوم النشور، ولا بارك الله في أيدٍ مارست ودعمت الكذب والتضليل زورا وبهتانا. ولا زلتُ أتذكر قول الإمام الشعرواي: "لا يوجد صراع بين الحق والحق لان الحق واحد، لكن الصراع كل الصراع بين الحق والباطل وحتما سينتصر الحق لأنه لا يُمارس الكذب والتضليل فحبال الكذب قصيره مهما بدتْ للكذابين أنها طويله ممتدة".