بدأ الكاتب بتقديم تفاصيل الجريمة البشعة التي نفذها نظام صالح العائلي في ساحة التغيير فجر يوم السبت. تحدث بداية عن تفاصيل مداهمة الجيش لساحة المعتصمين اليمنيين السلميين، باستخدام الرصاص الحي، والمطاطي، والغازات السامة والمسيلة للدموع، مما أدى إلى مقتل وإصابة المئات. وكان الكاتب يشير إلى استقائه المعلومات بناء على متابعته للتقارير التي نشرت بهذا الخصوص في المواقع والصحف والقنوات الفضائية العالمية. وبضمنها تلك المعلومات المتعلقة باختطاف مواطنين، واعتداءات طالت الصحفيين الميدانيين الذين بلغ عددهم إلى ثمانية صحفيين أصيبوا أثناء المداهمات.
وبعد تلك التفاصيل علق ساخراً: وكل هذا، بالطبع، ينقلنا باتجاه تصريحات صالح يوم الخميس بأنه أصدر أوامره إلى قوات الأمن لتوفير الحماية لكافة المحتجين سواء المعارضين أم المؤيدين". كما وأستعرض النتائج التي أفضت إليها الجريمة على الأرض وأهمها: ارتفاع حدة الاحتجاجات في بعض أهم محافظات اليمن مثل تعز، عدن، حضرموت، وغيرها.
وفي التفاصيل، شرع أولاً بالحديث عن الرسالة التي وجهتها الولايات المتحدة لصالح، "والتي أعربت فيها عن تأييدها لدعوته يوم الخميس بنقل السلطة. وقال أن "البيت الأبيض ذهب أبعد من ذلك بكثير حين طلب من المعارضة اليمنية بضرورة تأييدها لخطة صالح"، واصفاً هذا الطلب بأنه "يدل على سوء فهم جوهري للوضع في اليمن"، موضحاً أن الولايات المتحدة هنا "تدعو أحزاب اللقاء المشترك لأن تقوم بشيء ربما بات من غير الممكن أن تقوم به لاسيما في هذه اللحظة التي تمر بها اليمن". ذلك أنه "بالنسبة لأحزاب اللقاء المشترك من غير الممكن النظر إليها على أنها قادرة على منح صالح شريان الحياة". حيث وأنها في رأيه "لم تعد تحظى بذلك الدعم الشعبي الكبير في اليمن"، الأمر الذي من شأنه فقط أن يدمر الدعم شعبي الضئيل الذي تحظى به في حالة قبولها التفاوض مع صالح.
بل أن الكاتب أعتبر "وبشكل خاص" أن سكوت وزارة الخارجية وعدم اتخاذها قراراً بإدانة أعمال العنف في اليمن، هو الأمر الأكثر فضاعة. وقال "أن عمل كهذا، ليس فقط سيعمل على تشجع صالح، بل إنه يعني الكثير بالنسبة للمتظاهرين، وكأن الولايات المتحدة تقول لهم بوضوح أنها تدعم صالح وليس الديمقراطية".
بل يعتقد أن ذلك "لن يقتصر فقط على المخاوف الأمنية التي ستواجهها الولايات المتحدة على المدى القصير، بل أنها ستواجه خطراً أخر يتمثل بتنفير الكثير من اليمنيين، الأمر الذي من شأنه أن يفقد الحكومة القادمة قدرتها على التعامل العلني مع الولايات المتحدة". وهذا بنظره "يعني أن الولايات المتحدة سوف تفوت تلك الفرصة السانحة في التأثير لإحداث تغيير إيجابي في اليمن الجديد بعد سقوط صالح". ويقدم الكاتب بين مزدوجين ملاحظة مفادها أن هذه الفرصة السانحة من المرجح أن تتحقق قريباً وأن المسألة لا تعدو عن كونها أشهر وليس سنوات.
بل يعتقد أن ذلك "لن يقتصر فقط على المخاوف الأمنية التي ستواجهها الولايات المتحدة على المدى القصير، بل أنها ستواجه خطراً أخر يتمثل بتنفير الكثير من اليمنيين، الأمر الذي من شأنه أن يفقد الحكومة القادمة قدرتها على التعامل العلني مع الولايات المتحدة". وهذا بنظره "يعني أن الولايات المتحدة سوف تفوت تلك الفرصة السانحة في التأثير لإحداث تغيير إيجابي في اليمن الجديد بعد سقوط صالح". ويقدم الكاتب بين مزدوجين ملاحظة مفادها أن هذه الفرصة السانحة من المرجح أن تتحقق قريباً وأن المسألة لا تعدو عن كونها أشهر وليس سنوات.
أما العامل الرئيسي الثاني، من وجهة نظر الكاتب، والذي سبق التصعيد الأخير وأدى إلى حدوث مثل تلك الجريمة البشعة ضد المعتصمين: "هو ذلك الاجتماع الذي عقده الرئيس صالح مع قيادات الجيش ليلة الجريمة. (وبين قوسين، يلفت الكاتب أن هذا الاجتماع جاء بعد بيان الولايات المتحدة) في إشارة واضحة لترابط الأمرين بعضهما البعض، بمعنى أنه لولا موقف الخارجية الإمريكية الداعم للرئيس، ما كان ذلك الإجتماع ليحدث، لاسيما وأن الكاتب أعتبر الإجتماع عقد للتخطيط لارتكاب الجريمة.
ومع أنه يوضح أن الخبر الرسمي للاجتماع لم يشر إلى شيء من هذا القبيل، إلا أن الكاتب يستنتج من ذات نفسه أنه كان في سياق الإعداد والتخطيط لارتكاب الجريمة. وفي هذا يجزم متحدياً: "أنا على استعداد لأن يكون كل المال الذي في جيبي لك، مقابل أن يكون كل ما في جيبك لي بأن الـ (60000) وظيفة الجديدة لم يكن هو الشيء الوحيد الذي نوقش في هذا الاجتماع". في إشارة إلى ما تضمنه الخبر الحكومي الذي تحدث عن أن الاجتماع ناقش آلية توزيع تلك الوظائف الجديدة، في حين أنه – وهذا أمر طبيعي بالطبع - أغفل الإشارة إلى الأحداث الجارية في البلاد.
وهنا، يتساءل جونسون "هذا يقودنا إلى السؤال الكبير: ماذا يعني كل ذلك؟"، ليجيب بنفسه: "بإلمختصر المفيد: هذه هي النهاية للرئيس صالح في اليمن".
على أن السؤال المهم الذي يطرح نفسه هو: متى وبأي طريقة سيذهب؟. إلا أن المحتم أنه لن ينجو هذه المرة من هذه النتيجة".